تم العثور مساء اليوم الاثنين حوالي الساعة الخامسة مساء، على الشبان الأربعة الذين اختفوا بإحدى المغارات المتشعبة المسالك والتي تتجاوز أزيد من 30 كلم تحت الأرض، والمتواجدة بدوار الهبابطة بجماعة لكفاف بإقليم خريبكة.
وعرفت عملية البحث عن المختفين استنفارا لعناصر الوقاية والمدينة والقوات المساعدة والمشاركة المكثفة لعمال المجمع الشريف للفوسفاط وعدد كبير لشباب المنطقة، الذين تمكنوا في انقاذ كل من أيوب حماني (15 سنة)، أسامة الكيرد (18 سنة)، عبد اللاله العلاوي 18(سنة) ومراد هبطي (18 سنة).
وأضافت مصادر “إحاطة.ما” أن عملية البحث انطلقت منذ ساعة التاسعة من مساء يوم أمس الأحد، بعدما قامت عائلات المختفين ابلاغ عناصر الدرك الملكي باختفاء ابنائها بعد ان تأخروا عن العودة إلى منازلهم، سيما وأن العائلات دلت على مكان الاختفاء مستندين على شهادات بعض الجيران الذين شاهدوهم قرب المغارة.
وتعود تفاصيل النازلة، بعدما اتفق الشباب الأربعة المختفون، على خوض زيارة ميدانية للمغارة المهجورة، التي تستخدم لاستخراج الفوسفاط، والتي توقف العمل بها سنة 1951، حيث اكتشف بعد مرور ساعتين من دخولهم، أنهم ظلوا طريق العودة واستسلموا للأمر الواقع نظرا لاصطدامهم بضيق المسالك والظلام الدامس، الشيء الذي دفعهم وسط هذه الظروف إلى اعتماد أوراق “الكارطة” للعودة إلى نقطة البدء، لكن وجدوا أنفسهم قطعوا أزيد من 20 كلم، بحثا عن مخرج لكن دون جدوى، مما دفعهم إلى الركون بأحد الزوايا واستسلموا للأمر الواقع، بحيث بدأوا في تلاوة القرآن وسرد بعضهم لبعض حكايات عن الطفولة.
وطيلة مدة الاختفاء تجندت عناصر الوقاية المدينة (م.ش.ف) بحكم أن بعض العاملين يعرفون المسالك، رفقة بعض شبان مدينتي لكفاف وبوجنيبة كمتطوعين، في الوقت الذي تجمهر حول مكان الحادث حشد كبير من عائلات الشبان والسكان وحضور دركي مكثف تحت قائد سرية خريبكة.
وبينما كان الكل يترقب ما ستؤول إليه عملية البحث، حتى تفاجأ الجميع، بعد مرور ازيد من 26 ساعة من إخراج الشبان الأربعة على قيد الحياة، وسط اغماءات لبعض الأمهات وتصفيقات الحاضرين.
وتم نقل الشبان الأربعة، من طرف عناصر الوقاية المدنية، إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، لتلقي العلاجات الضرورية، بحيث أشرف مدير المستشفى الدكتور سليمان الجوارني رفقة طاقم المستعجلات على اجراء جميع الفحوصات الطبية وتقديم الاسعافات اللازمة لهم، إذ أكد للجريدة بأن حالتهم الصحية طبيعية، باستثناء بعض الرضوض العادية.