افتتحت، مساء أمس الاثنين، بالمركب الثقافي مولاي رشيد بالدار البيضاء، فعاليات الدورة 25 للمهرجان الدولي لفن الفيديو، المنظمة من قبل كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك -جامعة الحسن الثاني-، تحت شعار “الثورات الرقمية التي توظف الثقافة عبر الإنسانية”.
وستشهد الدورة 25، التي تتواصل الى غاية 27 أبريل الجاري، تقديم عدد من الأنشطة الفنية والتواصلية من عروض فنية وتكريم وماستر كلاس وورشات تكوينية، ستتوزع فقراتها على فضاءات مختلفة بالدار البيضاء منها على الخصوص فضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، ومسرح مولاي رشيد، والمعهد الفرنسي ومدرسة الفنون الجميلة في وسط المدينة والحي الحسني باستوديو الفنون الحية.
وفي كلمة خلال حفل الافتتاح، أكد رئيس جامعة الحسن الثاني، عبد الرحيم خالدي، أن المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء، أصبح مع توالي دوراته، حدثا فنيا وثقافيا وتواصليا بارزا بامتياز على الصعيد الوطني والدولي.
ونوه خالدي بالهدف السامي للمهرجان والمتمثل في تلاقح الخبرات في عالم التكنولوجيا وأيضا شيوع مجال فنون الفيديو والفنون الرقمية بين عموم الخبراء والمهتمين ورواد هذا الفن الثامن، مبرزا أنه بفضل هذه التظاهرة تفتحت آفاق واسعة وجديدة بين طلبة العالم المهتمين بالفنون الرقمية منها فن الفيديو.
من جهته، أشاد عامل عمالة مقاطعة مولاي، رشيد جمال مختتار بانتظام تنظيم دورات هذا المهرجان وانفتاحه على المستجدات في مجال الرقمنة و الفيديو، مبرزا أن ذلك يعكس إرادة المنظمين والشركاء لضمان المزيد من الإشعاع لحدث طلائعي.
وجدد العامل دعم و مساندة السلطات المحلية لجميع الأنشطة الثقافية، التي تلعب دورا حيويا في توجيه الشباب وتمكينهم ،وفتح أفاق جديدة أمامهم.
من جانبه، اعتبر رئيس المهرجان، وعميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك، عبد القادر كنكاي أنه من خلال هذا المهرجان، أصبحت مدينة الدار البيضاء، وكلية الآداب بنمسيك على وجه الخصوص، الواقعة في تراب عمالة مقاطعات مولاي رشيد، قبلة للفنانين والمبدعين والأكاديميين الذين يأتون لتقديم آخر إبداعاتهم ومنجزاتهم ومساهماتهم في حقل تكنولوجيا الصورة.
ومن هذا المنطلق، يضيف العميد، أضحى المهرجان يتمتع بتموقع متميز محليا وجهويا ودوليا، وزاد بالتالي من تقوية موقع مدينة الدار البيضاء كقطب اقتصادي وجامعي وعلمي وثقافي، مضيفا أن المهرجان، بكل ماقدمه ويقدمه، يساهم في تأهيل مدينة الدار البيضاء باعتبارها مدينة ذكية.
ولم يفت العميد، رئيس المهرجان، التنويه بكل من ساهم في ترسيخ هذا الحدث الثقافي في فضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، وذكر منهم، العميد المؤسس، حسن الصميلي، والملحقة الثقافية من فرنسا، بياتريس بيرطران، والمصمم والمبدع الالكتروني مارك ميغسي.
ومن جانبه، أوضح المدير الفني للمهرجان ،عبد المجيد ساداتي، أن الهدف المرجو من شعار المهرجان المتمثل في “الثورات الرقمية التي توظف الثقافة عبر الإنسانية”، هو التعرف على تيار ثقافي وفكري عالمي ينصح باستخدام العلم والتكنولوجيا لتحسين ظروف الحياة البشرية في جميع المجالات.
وشدد في هذا السياق على ضرورة أن تهتم الجامعة المغربية بموضوع إيجابيات وسلبيات وعواقب استعمال التكنولوجيات الجديدة في المجتمع، مبرزا أن المهرجان “يشكل في حد ذاته دعوة للتقرب من هذا المجال ومسائلته والتحاور معه بغية التعرف على خصوصياته والبحث عن الإنسان عبر الإنسانية” على حد قوله .
بدوره، اعتبر حسن الصميلي، أحد مؤسسي المهرجان، أن هذا الحدث الثقافي يعد لحظة متميزة للتبادل والتعلم، خاصة وأن الشباب لديهم فرصة ثمينة للاستفادة من وجود فنانين من عدة دول.
وبالمناسبة، استحضر الصميلي ظروف ميلاد هذا المهرجان سنة 1993، في وقت كانت فيه فنون الفيديو غير معروفة لدى المهنيين أو والجمهور، مشيدا بكل من عمل و ساهم في ميلاد هذه التظاهرة و استدامتها.
ويستقبل المهرجان الدولي لفن الفيديو كعادته في كل سنة عدد من الفنانين والمبدعين الذين يمثلون مختلف أرجاء المعمور حيث تشارك في هذه الدورة 20 بلدا أوروبيا، وأكثر من 50 مبدع ومبتكر وفاعل في مجال التكنولوجيا الرقمية بالإضافة إلى مشاركة ممثلي مختلف الجهات التي تعمل في مجال الصناعة الفنية وباقي المؤسسات ذات الهدف الثقافي.