من يجلس لساعات طويلة سواء لأسباب تتعلق بالعمل أو لغرض مشاهدة التلفزيون، مُعرض لعواقب صحية خطيرة. فكم هو عدد الساعات التي يجب عدم تجاوزها في وضع الجلوس؟ وما الذي يمكننا القيام به لتفادي المخاطر الصحية الناتجة عن ذلك؟
يحتاج الأشخاص، الذين يجلسون لساعات طويلة، إلى ممارسة تمارين رياضية لمدة تزيد على 30 دقيقة يوميا لتفادي التعرض لمخاطر صحية. فوفقا لدراسة أجرتها جامعة سيدني الأسترالية، تزيد احتمالات الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يجلسون أكثر من ست ساعات يوميا بدون تمارين، مقارنة بأولئك الذين يمارسون تمارين لمدة ساعة واحدة فقط يوميا.
ولا يقتصر الأمر على أمراض القلب فقط، حيث ارتبط ارتفاع مدة الجلوس بمشاكل صحية أخرى، بما في ذلك السرطان والسمنة والسكري وحتى الاكتئاب. كما أثبتت الدراسة أن الوقوف يقلل المخاطر الصحية بالنسبة لأولئك الذين يجلسون أربع ساعات في اليوم أو أقل، ولكن يقل تأثير الوقوف بالنسبة لأولئك الذين يجلسون لفترة أطول من هذا.
وبالإضافة إلى الوقوف، أشارت الدراسة إلى أن ممارسة تمارين معتدلة من 20 إلى 40 دقيقة يوميا، مثل المشي أو صعود الدرج، تقلل بشكل كبير المخاطر الصحية لدى الجالسين لفترات طويلة.
الدراسة، والتي تم نشرها اليوم الثلاثاء 23 أبريل 2019 في مجلة “جورنال أوف ذا أمريكين كوليدج” لدراسات القلب، استغرقت تسعة أعوام وتم إجراوْها على عينة من 150 ألف شخص تزيد أعمارهم على 45 عاما.
وقال البروفيسور إيمانويل ستاماتاكيس، كبير الباحثين في الدراسة: “يرتبط وقت الجلوس في الدراسة مع الوفيات المبكرة ووفيات أمراض القلب والأوعية الدموية لدى المجموعات الأقل نشاطًا بدنيا. فعلى سبيل المثال، الأشخاص غير النشيطين جسديا إذا جلسوا لأكثر من ثماني ساعات في اليوم، كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 107% مقارنة بأولئك، الذين مارسوا نشاطا بدنيا لمدة ساعة واحدة على الأقل يوميا وجلسوا أقل من أربع ساعات”.
وأكد ستاماتاكيس على أن “أي حركة هي جيدة للصحة”، حيث يعتبر النشاط البدني المكثف الحل الأكثر فعالية للجلوس طويلا.