أعلن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) أنه في إطار مواصلة تنزيل البرنامج الوطني لمحاربة الحمى القلاعية عند الأبقار، الذي وضع منذ ظهور هذه العثرة الفيروسية الجديدة بالمغرب خلال يناير 2019، سيتم توسيع إجراءات محاربة هذا المرض لتشمل الأغنام والماعز ابتداء من شهر يونيو المقبل، تاريخ التوصل باللقاح المناسب لمحاربة هذا الفيروس.
وأوضح بلاغ للمكتب، توصل “إحاطة.ما” بنسخة منه، أن هذه الإجراءات تتمثل خصوصا في تنفيذ حملة تلقيح تذكيرية للأبقار ضد مرض الحمى القلاعية بهدف تعزيز مناعتها؛ وحملة تلقيح وقائية للأغنام والماعز ضد هذه العثرة، مضيفا أن المربين سيستفيدون مجانا من تلقيح ماشيتهم من طرف الأطباء البياطرة الخواص والمصالح البيطرية ل(أونسا)، مع دعوة المربين الذين يسجلون وفيات غير طبيعية في صفوف الأغنام والماعز إلى الاتصال بأقرب مصلحة بيطرية إقليمية تابعة للمكتب. ففي إطار تتبع الحالة الصحية للقطيع الوطني من الأبقار والأغنام والماعز، أظهرت التحريات الميدانية التي قامت بها مؤخرا المصالح البيطرية التابعة للمكتب وجود حالات عرج في صفوف بعض الأغنام والماعز البالغة دون أن تشكل خطورة على حالتها الصحية مع تسجيل حالات الوفيات في صفوف الأغنام والماعز الصغيرة خاصة التي لا يفوق سنها شهرا واحد، خاصة بجهات فاس – مكناس، والجهة الشرقية والرباط – سلا-القنيطرة
وأكد البلاغ أن المصالح البيطرية ل(أونسا) قامت، مباشرة بعد تسجيل هذه الوفيات، بإجراء تشخيص معمق على المستوى الوطني من أجل تحديد الأسباب، موضحا أن تقصيات واستطلاعات ميدانية بالموازاة مع إجراء تحليلات مخبرية معمقة كشفت أن عثرة فيروس الحمى القلاعية،التي أصابت بعض الأغنام والماعز هي نفسها تلك التي أصابت الأبقار في بداية عام 2019، أي فيروس (O/ EA-3) (East Afr). وذكر المصدر ذاته أن المكتب قام بتنزيل البرنامج الوطني لمحاربة الحمى القلاعية على الفور، مما مكن من السيطرة على هذا المرض لدى الأبقار على المستوى الوطني، وذلك بفضل حملة تلقيح شاملة لقطيع الأبقار الذي يقدر ب 3 ملايين رأس.
كما أشار إلى أن الأغنام والماعز قد تكون حاملة للفيروس دون أن تظهر عليها الأعراض السريرية، مؤكدا أن خاصية هذه العثرة الجديدة التي أصابت الأغنام والماعز ( O/ EA-3) التي دخلت للمغرب من الخارج، قادرة على التسبب في وفيات في صفوف الأغنام والماعز حديثي الولادة.
وابرز المكتب أن هذه الظاهرة قد تتزايد نظرا للنمط التوسعي لتربية الماشية وتنقلها بالإضافة إلى عوامل أخرى، من بينها بعض الأمراض المتعلقة بتربية الماشية (التسممات المعوية والأمراض الطفيلية) وكذا الظروف المناخية، مذكرا بأن تربية الأغنام والماعز تعرف عادة تسجيل نسب ضعيفة للوفيات بسبب مجموعة من العوامل.
وذكر المكتب أيضا أن مرض “الحمى القلاعية” الذي يصيب بشكل رئيسي الأبقار، يتسبب في أضرار اقتصادية (وفيات، وانخفاض في إنتاج الحليب)، قد تكون كبيرة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء عليه، مشيرا الى أنه قد سبق وأن تم الإعلان عن وجود هذا المرض ببعض دول المنطقة سنة 2018.
وبعد أن أشار إلى أن مرض الحمى القلاعية هو مرض خاص بالحيوانات ولا ينتقل إلى الإنسان، أكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بأن”الحالة الصحية للماشية والأغنام والماعز مرضية بشكل عام وأن الوضع الصحي تتم مراقبته عن كثب”.