بعد أن لزم إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الصمت لمدة، منذ سقوط القيادات الحزبية الشعبوية، حميد شباط الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، وإلياس العماري، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، وعبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وبقي هو الوحيد ممثلا لفترة الفوضى السياسية والحزبية، بدأ لشكر يعود لسابق عهده، ليكرس في خرجاته الإعلامية وفي التجمعات شعبوية اعتقد الجميع أن الفضاء الحزبي والسياسي المغربي قطع معها بسقوط رموزها.
وهكذا، وفي خرجة لا معنى ولا سياق لها، استهزأ إدريس لشكر من تصريحات نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، معتبرا حديثها عن “القوة المفترضة ” لفيدرالية اليسار الديمقراطي مجرد “فرقعة إعلامية”.
وجاء هذا التصريح لإدريس لشكر، في آخر اجتماع له في مدينة الدار البيضاء، والذي حضره قلة قليلة لم تصل 50 شخصا، حاول فيها إدريس لشكر “إعطاء ديناميةً جديدة” للحزب في الدار لبيضاء، لكنه فوجئ بحجم الحضور القليل، أولا، وبسيل الانتقادات التي وجهت إليه في طريقة تدبيره لحزب القوات الشعبية، الذي أصبح يتسول المقاعد الحكومية، بعدما كان حزبا جماهيريا مساندا من طرف الشعب.
وإدريس لشكر، الذي دمر البيت الداخلي لحزب القوات الشعبية، وجعل المناضلات والمناضلين يغادرون ويعتزلون العمل السياسي، والحزبي، لما آل بحزبهم من إنزالات وكولسة، وشيطنة، واستقطابات تعتمد على الوعود والريع، وعزل الحزب عن الجماهير، يريد أن يذق آخر مسمار في نعش الحزب بافتعال صراع “وهمي” مع اليسار، لعزل الاتحاد عن محيطه، ومع باقي أحزاب اليسار، وجلها من الحركة الاتحادية، مثل فدرالية اليسار الديمقراطي (الاشتراكي الموحد المنبثق عن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، التي جل مؤسسيها من شبيبة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والطليعة الديمقراطي الذي انشق عن الاتحاد الاشتراكي، بعد أحداث 8 ماي 1983، والمؤتمر الوطني الاتحادي، الذي انشق عن الحزب داته مع بداية الألفية الحالية)، مع التذكير بقطع علاقته مع حزب التقدم والاشتراكية، الذي يقوده بدوره نبيل بنعبد الله، الذي لايقل شعبوية عن لشكر، وارتمى في أحضان العدالة والتنمية، كما أن لشكر، ومنذ البداية، قطع علاقته مه النهج الديمقراطي.