تشهد الكلية المتعددة التخصصات في خريبكة، منذ انطلاقة الموسم الجامعي الحالي، احتجاجات شبه يومية، من طرف مجموعة من الطلبة والطالبا،ت بسبب ما وصفوه بـ “التأويل الخاطئ للقانون البيداغوجي من طرف إدارة الكلية”، والذي تسبّب في طرد عدد مهم منهم، وصل إلى حولي 137 طالب وطالبة، بحجة عدم النجاح في بعض الوحدات والمواد المقرّرة.
وشهدت هذه الحركة الاحتجاجية تضامنا كبيرا من طرف كل مكونات القطاع الطلابي بالمدينة، في خطوة احتجاجية، غير مسبوقة، الشيء الذي دفع بالعديد منهم إلى اللجوء إلى مقاطعة الدراسة، تضامنا مع الطلبة المتضررين، من خلال توقيع مجموعة من العرائض التي يتوفر “إطاحة.ما” على نسخ منها، يعلنون من خلالها عن رفضهم لقرارات الطرد المجحفة في حق زمـــلائهم، مطالبين بإعادتهم لمتابعة دراستهم دون قيد أو شرط.
ويبدو أن ارتفاع درجات الحرارة التي تضرب بقوة منذ فترة بأجواء عاصمة الفوسفاطية بخريبكة، قد زادت من حمى الاحتجاجات والنضالات، وسط إنزال أمني كثيف، إذ نظم المحتجون وقفة احتجاجية، صبيحة يوم أمس (الثلاثاء)، رفعوا، خلالها، من سقف احتجاجاتهم، بعد مرور تسعة أيام من الاعتصام المفتوح بدون جدوى، حيث قرروا الدخول في اضراب عن الطعام، منذ صبيحة اليوم (الأربعاء) وسط رحاب الكلية، لما اعتبروه غياب أي حوار مع أي مسؤول، منددين بالقرارات الأخيرة التي صدرت عن مجلس الكلية والتي همت طرد البعض منهم، والذي وصل لحد الساعة حوالي 137 طالبا وطالبة.
وفي تصريح لـ”إطاحة.ما” أكد الطالب وسيم مريد، أن إدارة كلية خريبكة نهجت سياسة الكيل بمكيالين من خلال طرد عدد مهم من الطلبة، والتعامل بنوع من المحاباة والزبونية في حق بعض المنعمين والمقربين، معتبرا أن تصوّر الإدارة للقانون البيداغوجي أسفر عن طرد عدد كبير من الطلبة والطالبات، خاصة أولئك الذين درسوا ثلاث سنوات دون أن يتمكنوا من الحصول على أية شهادة، مستدركا أن قرار الطرد شمل أيضا عددا ممّن درسوا أقل من ذلك ولا زال لهم الحق في استكمال دراستهم.
وأردف ذات المتحدث أن القرار المتخذ من طرف إدارة الكلية يهدّد مستقبل عدد كبير من الطلبة والطالبات، مشيرا إلى أن المعنيين بالأمر عقدوا لقاء مع نائب رئيس جامعة الحسن الأول، دون أن يخرجوا بأية نتيجة تُذكر، مطالبا في نفس الوقت بضرورة إعادة النظر في القرار، وتمكين الراغبين في استكمال دراستهم من حقهم المكفول قانونا.
ورصد “إحاطة.ما” في عين المكان، العشرات من الطلبة معتصمون داخل مقر الجامعة، يفترشون الأرض وعيونهم على السماء، ينتظرون الفرج، من خلال عدول مجلس الكلية عن قراراته الأخيرة، التي اعتبروها محجفة وغير منصفة والرامية إلى القضاء على مستقبلهم وبالتالي تهدد حياتهم بالتشرد والضياع، معربين عن تدمرهم من وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، بسسب صمته المريب، نظرا لانتمائه للمنطقة، بحيث كان من الأحرى أن يولي اهتماما كبيرا بمشاكل جهته.
وحاول “إحاطة. ما” الاتصال برئيس الجامعة أو عميد الكلية لأخذ رأيهما في الموضوع، سواء بعين المكان أو عبر الهاتف لكن دون جدوى.