تيار حمدي ولد رشيد يضغط من أجل السيطرة على هياكل الشبيبة الاستقلالية

لم يكتف حمدي ولد رشيد بإغراق حزب الاستقلال، خلال المؤتمر الوطني السابق، بأتباعه، من الأقاليم الجنوبية، وباقي المدن المغربية، بل وبعد أن تحكم في زمام المركزية النقابية الموازية لحزب الاستقلال، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، مستغلا الصراع الداخلي، لإزاحة حميد شباط، والتحكم بدله في دواليب الحزب، يسعى، الآن، حمدي ولد رشيد، ويضغط من أجل سيطرة التيار المحسوب عليه، على هياكل الشبيبة الاستقلالية.

ومحاولات بسط ولد رشيد سيطرته على الحزب لن تقتصر على الحزب، والنقابة، ومنظمة الشبيبة الاستقلالية، بل تتجاوز ذلك إلى التحكم في كل المنظمات، والروابط، والتنظيمات الموازية لحزب الاستقلال، ولن يرضى بديلا خارج الرئاسة، لبسط نفوذه على ما تبقى بالحزب، وتكبيل الأمين العام نزار بركة.

وكانت بوادر التحكم في الشبيبة الاستقلالية انطلقت، قبل أسابيع، حين تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للمنظمة، وسيطرة تيار ولد رشيد على دواليبها، وانسحاب الطرف المنافس، قبل أن تتحول إحدى الاجتماعات إلى حلبة للملاكمة، ووقع التشابك بالأيدي بين قياديين في الشبيبة الاستقلالية، خلال اجتماع المكتب التنفيذي، في المقر المركزي للحزب، نتيجة خلافات بين جناحين، جناح يدعمه حمدي ولد رشيد، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، والمكلف بالتنظيم، وجناح عبد القادر الكيحل.

وأشار مصدر، في زقت سابق، إلى أن حدة الخلاف بين الجناحين، وانفلات أعصاب أحد الأعضاء جعله يضرب طاولة الاجتماع بقوة، وارتطمت يده بأنف عضو آخر، تسببت في نزيف دموي خارجي، تأثرت على إثره شابة كانت حاضرة الاجتماع فسقطت مغمى عليها، ما دعل إدارة الحزب تتدخل لطلب الإسعاف.

وأضاف المصدر ذاته أن نزار بركة، الأمين العام للحزب، تدخل في وقت سابق، للحيلولة دون تطور الصراع داخل الشبيبة، وتشكلت لجينة من ستة أعضاء ثلاثة عن كل جناح، لتدبير الخلاف والخروج بمخرج للأزمة التي تعانيها الشبيبة الاستقلالية جراء هذا الصراع. لكن فشلت تلك اللجنة، حسب المصدر نفسه، في تدبير الخلاف، وتوقفت أشغالها، بعد طعن جناح الكيحل في تركيبة اللجنة، التي ضمت في صفوفها 30 عضوا من الأقاليم الجنوبية (الصحراء) من أصل 40 عضوا، وهو ما يعتبره المعارضون إنزالا لجناح ولد الرشيد.

وأضاف المصدر أن جناح الكيحل سبق أن انسحب، خلال تشكيل اللجنة التحضيرية، لأن بها أعضاء لا علاقة لهم باللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية.
وأكد المصدر أن الأمين العام الذي يضع نفسه فوق هذه الصراعات، وبمنآى عنها باعتباره أمينا عاما للجميع، سبق أن طلب من الجميع بتغليب مصلحة الحزب والشبيبة ووضعهما فوق كل اعتبار.

وجدير بالإشارة إلى أن الصراع على أشده بين الجناحين، حيث من المرتقب أن يشتد في الأسابيع المقبلة، إذ يترشح كل من عبد المجيد الفاسي، المدعوم من جناح الكيحل، وابن الطرمونية (من دكالة) المدعوم من جناح ولد الرشيد، للكتابة العامة للشبيبة الاستقلالية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة