عثر عمال مقاولة خاصة، مكلفة بأشغال الصيانة والبناء، زوال أول أمس (الثلاثاء)، على علبتي كارتون تحتويان على رصاص حي، مخبأ بعناية فائقة بسطح فيلا مخصصة لإقامة الشخصيات السامية بخريبكة، تابعة لإدارة المجمع الشريف للفوسفاط، ما استنفر جميع الأجهزة الأمنية، والاستخباراتية والسلطة المحلية.
وعلمت “الصباح”، من مصادر عليمة، أن عبد السلام أعيدجو، الوكيل العام للملك باستئنافية خريبكة، دخل على خط البحث القضائي، وأعطى تعليمات برفع البصمات، سواء بعلبتي الكارتون أو الرصاص، كما تضمنت التعليمات إحالة الرصاص الحي المحجوز، على مختبر الشرطة العلمية، التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، لإجراء خبرة تقنية عليه، لتحديد مسار التحقيق القضائي، الذي تشرف عليه الشرطة عليه الشرطة القضائية بأمن خريبكة.
وأضافت المصادر نفسها أن أجهزة أمنية استخباراتية بالمدينة دخلت على خط قضية علبتي “القرطاس”، نظراً لحساسية الملف، ولأن المكان الذي عثر عليهما به، يضم فيلات استقبال الشخصيات العامة، التي تزور المدينة، خلال الزيارات الرسمية، لتضيف أن عدة احتمالات أصبحت تفرض نفسها على طاولة الأجهزة الأمنية.
ووفق إفادات المصادر ذاتها، فإن محققي الشرطة القضائية بأمن خريبكة طرحوا عدة فرضيات للتحقيق من أجل فك شفرات اللغز. وشرع المحققون في العمل قبيل إفطار أول أمس (الثلاثاء)، بالاستماع إلى عمال المقاولة، التي تباشر أشغال الصيانة والبناء، وتدوين محاضر حول ظروف وتفاصيل عثورهم على علبتي”القرطاس”، بقرميد فيلا مخصصة لاستقبال كبار الشخصيات.
وطالب محققو الشرطة القضائية مصلحة الشؤون القانونية بإدارة المكتب الشريف للفوسفاط بأسماء مديري المجمع، الذين ظلوا يستغلون الإقامات الراقية، المحاذية لأكبر مستشفى خاص بالمدينة.
وأشارت يومية “الصباح” أنه استنادا إلى إفادات مصادر قريبة من الملف، فإن اعتماد تقنيي الشرطة العلمية بخريبكة على قراءة تسجيلات كاميرات المراقبة، المثبتة بفيلات كبار الشخصيات، من شأنه أن يساعد على تقديم بعض عناصر الجواب عن مصدر الرصاص وكيفية وصوله إلى ذلك المكان، والأهداف الحقيقية لاستعماله.