ليس غريبا على حزب العدالة والتنمية أن يحلل الحرام، كلما أصابت أحد أعضائه مصيبة، أو “أصاب” هو “المصيبة”، وما أكثر زلات وأخطاء قادة البجيدي، منذ أن سمنت بطونهم، طبعا بعد جيوبهم وحساباتهم البنكية، جراء تحملهم المسؤوليات، المحلية والجهوية والتشريعية والحكومية، من جنس، وحانات وملاهي، واختلاسات، وتغيير الزوجات، كما يغيرون الجوارب، وصولا إلى الغش في الامتحانات.
فبعد خروج قيادة الحزب ببلاغ محتشم، بناء على الخبر المنشور بمختلف وسائل الإعلام، الذي يخص نور الدين قشيبل، برلماني حزب العدالة والتنمية بدائرة تاونات، بخصوص الغش في الامتحان، وقرار لجنة النزاهة والشفافية “فتح البحث في النازلة”، شرع الذباب الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية، بتبرير وتبييض خطأ برلماني الحزب.
ومن بين هذا الذباب الإلكتروني نجد عزيزة القندوسي، البرلمانية السابقة عن الحزب نفسه، والتي كتبت على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في”شهادة” وجدت نفسها أنها من “واجبها”، نعم للتأكيد من “واجبها” أن تدلي بها في حق “رجل قل نظيره، نور الدين قشيبل الرجل العصامي، الطموح الذي استطاع بمجهوداته الخاصة أن يؤسس مقاولة ناجحة، معروفة”، معترفة أن “انتماءه لحزب العدالة والتنمية هي جريمته.. لأنه حسب تدوينتها “فلا ينبغي لهذا الحزب أن يكون ضمن أعضائه رجل ناجح بهذه المواصفات!!”، في إشارة مضمنة إلى أن هناك “حساد” لحزب العدالة والتنمية، وجهات لم تسميها، لا ترغب في ولوج رجال الأعمال حزب العدالة والتنمية، ما يعي أيضا، أن هذا الحزب لا يضم في صفوفه عناصرا ناجحة من تلقاء نفسها، وراكمت النجاح المهني والمالي من جهدها الخاص، حسب ما يستشف من هذه التدوينة، التي جاءت لتبييض “غش” برلماني الحزب، ومن ثلاث هواتف محمولة، أدخلها معه إلى فصل الامتحان”، الذي اعتبرت البرلماني السابقة أن “ثروته ليست إرثا، ولا كنزا وجده صدفة أو ممن ازدادو وفي أفواههم ملاعق من الذهب… بل هي رصيد كد وكفاح ذاتي”، ونسيت أن تقول وليس من الغش كما حاول في الامتحان.
وأضافت المتحمسة للبيجيدي أن الرجل “فتح الله عليه من بابه الواسع بمجهوداته الخاصة…”، وأنه “يتوفر على شهادات ودبلومات هامة..”، لكن، المسكين، وهذا من حقه، كما من حق مجموعة من برلمانيي العدالة والتنمية، الذين أغرقوا كليات بعينها للحصول على شهادات عليا، “لمزيد من الطموح والاجتهاد، وهذا حق مشروع بل ومرغوب..”، من طبيعة الحال لفائدة البيجيدي مادام أن حكومة بن كيران، الأمين العام السابق للحزب حرمت بشروط باقي أبناء الشعب من متابعة دراستهم الجامعية، بالخصوص.
وأشارت البرلمانية السابقة أن البرلماني “الذي فتح الله عليه من بابه الواسع”، “قد يكون أخطأ في إدخال هواتفه معه إلى قاعة الامتحان، لكن الذي يعرف نور الدين قشيبل يعلم أنه لا يمكن بالبتة أن يكون غشاشا وإلا فله من الإمكانيات المادية ماي مكنه من شراء أحدث آلات الغش، والتي يستحيل رصدها تغنيه عن هواتفه الثلاث…”، فيما باقي التلاميذ من أبناء الشعب، الذين “لم يفتح الله عليهم من بابه الواسع”، وضاقت بهم الدنيا بسياسة بن كيران والعثماني، وأصبحت قوارب الموت ملاذهم، فالهاتف الواحد وليس الثلاثة دليل الجريمة، التي يعاقب عليها القانون بالحبس وليس فقط بطرده من فصل الامتحان، كما سجلت حالات عدة، لم يتساهل معها الأساتذة بالحراسة، كما تسهل “الأساتذة”، الذين كانوا يحرسون البرلماني المحظوظ، و”رفضوا”، وليس “رفضو” كما كتبت البرلمانية السابقة، “توقيع المحضر”، واعتبرته “دليلا آخر على براءته”، مشيرة إلى أن “الطريقة التي تم بها ضبطه فيها (إن) وإخراج الموضوع إلى الإعلام بالسرعة القصوى فيها إن وحتى وووو…العدالة مطلوبة بين الجميع والظلم ظلمات”.
بل الأكثر من هذا أصرت على “تكريم الغشاش”، وقالت إن “الأصل أن مثل هذه الشخصيات يجب أن تكرم عوض رصدها والتشهير بها، لأن الأمر لم يعد بمنطق مخالفة يعاقب عليها القانون إن ثبتت بل أصبح مسألة تصفية حسابات سياسية لصالح جهات نافذة”، في دفاع عن الغشاش واستباق قرار لجنة “النزاهة” و”الشفافية” بالحزب، في هروب إلى الأمام، كما هي عادة لحزب العدالة والتنمية وفرع الإخوان بالمغرب، وليست سابقة بل سبقتها سوابق مساندة “المتهم” من الحزب ولو ضد مجرى العدالة، والأمثلة كثيرة، عمدة مكناس الأسبق، وعمدة سلا الأسبق أيضا، وتوفيق بوعشرين، حليف وصديق الحزب، وعبد العالي حامي الدين، ناهيك عن فضائح النكاح والخيانة الزوجية، إنها بـ”العرام”، حيث في نظر حزب العدالة والتنمية وذبابه الإلكتروني، “أشجار مثمرة”، حيث، وحسب المدونة “لا تقذف إلا الاشجار المثمرة”، أما باقي أولاد الشعب فلهم الله لأنهم لم يجدوا من يدافع عنهم، والذين لا ذنب لهم سوى أنهم لم ينتموا إلى حزب العدالة والتنمية، الذي تحول إلى حزب “النذالة” مع فضائح أعضائه.