إن الأخطاء التي يرتكبها فوزي لقجع، بصفته نائبا لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومحاولته السير على منوال بعض التونسيين، والمصريين، في التحكم في كواليس الكاف، تنعكس سلبا على مستقبل العلاقات المغربية مع أصدقائه الأفارقة، بل جعل الرياضة تفسد ما تحاول السياسة والاقتصاد بناءه.
في خرجته اليوم، يحاول الناطق الرسمي باسم فوزي لقجع، حتى لا نقول باسم الجامعة، محمد مقروف، تغطية الشمس بالغربال، بالتأكيد على أن الوفد المغربي أو رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم لم يتحدث عن الأمور الأمنية، في ما يتعلق بمباراة الإياب للدور النهائي لعصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، التي جمعت الترجي الرياضي التونسي بالوداد الرياضي، وهو يعي تمام الوعي أن الحكم الصادر عن الاتحاد الإفريقي، يشير لمسألة واحدة هو الجانب الأمني، في تبرير سحب اللقب من الترجي وإعادة المباراة.
فالمسألة هنا واضحة جدا، لأن الحُكم تأسس على دفوعات، مرتبطة بالأمن وليس على قضية الفار الشائكة. وقد سبق لمقروف أن قال، في تصريحات سابقة، “كنا واضحين في موقفين، وأحطنا اللجنة بظروف مواجهة الذهاب وما رافق الإياب في رادس من تجاوزات، إضافة إلى استحضار، وبالدليل، مشاهد بعد التوقف والتي كان يستحيل معها استكمال المباراة حفاظا على سلامة الجميع”، هذا الكلام يعني استحضار الجانب الأمني، في دفوعات الوفد المغربي، خلال اجتماع الاتحاد الإفريقي، وإلا ما كان ممكنا أن يكون سببا رئيسيا لاتخاذ الكاف لقرار إعادة المباراة، في ملعب محايد، ما دام أن الأمن غير متوفر في تونس الشقيقة.
إن الأشقاء في تونس، بغض النظر عن قرار الكاف، لم يستسيغوا نقطة واحدة، هي اتهام بلد شقيق لبلدهم بغياب الأمن، وهو أمر صعب بالنسبة لتونس، التي تعتمد أساسا على السياحة كأساس لاقتصادها، وحيث لا سياحة في غياب الأمن.
لقد شعر الأشقاء في تونس أنهم تعرضوا لطعنة من أشقائهم المغاربة، فكان رد فعل رئيس الحكومة التونسي، بخصوص هذه المسألة، واضحا، لتتحول مباراة في كرة القدم بين فريقين من أجل كأس، إلى جدال سياسي، نتيجة خطأ فادح من أخطاء لقجع، وسوء تقدير منح بعض المتعصبين هنا وهناك إلى صب النار في الزيت، وتضخيم “الخلاف الرياضي”.
لقد استحضر الجميع الزيارة الملكية لتونس، حيث ظهر صاحب الجلالة يتجول بين التونسين دون حراسة أو بروتوكول، وقدر حينها التونسيون الالتفاتة الكريمة لصاحب الجلالة، لما لها من معنى وفائدة لبلدهم، لكن لسوء الحظ جاء النزق والخفة ليهدم كل شيء، ويجعل شهر العسل المغربي التونسي كابوسا مرعبا تحولت فيه الرياضة من جسر للبناء إلى معاول للهدم والتخريب.