انتقلت الصراعات بين جماهير كرة القدم الوطنية، مؤخرا، من مدرجات الملاعب إلى خارجها، ليست فقط قبل أو بعد المباريات، ولكن إلى الأحياء، ودون مناسبة رياضية، إذ توالت الأحداث الدامية، التي أصبحت تعرفها الشوارع المغربية بسبب تعصب الجماهير لأنديتها.
آخر ضحايا التعصب الكروي الذي تطور إلى جريمة، هو حادث قطع عنصرين من إلتراس “الوينرز” الفصيل المشجع للوداد الرياضي ليد مشجع رجاوي، والتسبب لأخر بجروح خطيرة، بسبب خلاف حول رسم الضحيتين لجداريات “الجرافيتي” الخاصة بفريق الرجاء البيضاوي.
فتيل الإجرام بدريعة كرة القدم كاد أن يؤدي إلى كارثة في الدار البيضاء بين جماهير الوداد والرجاء حين زعمت صفحات للتواصل الإجتماعي مقتل شاب ودادي على يد اخر رجاوي، لرغبة محسوبين على جمهور الرجاء في الإنتقام من عناصر ودادية بسبب قطع يد صديقهم، وهو ما تبين أنه غير صحيح حيث أن الحادث يتعلق بجريمة سببها خلاف بين الجيران، ولا علاقة لها بالنزاع بين جماهير الوداد والرجاء، ومن بين الموقوفين على ذمة القضية أخ الضحية، الذي كان يقضي ليلة خمرية مع المتهم الرئيسي.
وينضاف إلى مسلسل الإجرام بإسم الرياضة تعرض محموعة من مشجعي فريق الكوكب المراكشي للعنف الجسدي واللفظي والسرقة من قبل مجموعة من جمهور نادي أولمبيك آسفي في الطريق إلى مدينة آسفي، قبل بداية وبعد نهاية المباراة، التي إستضافها ملعب المسيرة ضمن الدوري الاحترافي المغربي، وهو حادث خلف ردود أفعال قوية تدين الممارسات التي تعرض لها أنصار الفريق المراكشي من قبل من اعتبرهم الرأي العام المغربي بـ”العصابات” و”المجرمين”، الذين يتخدون من الرياضة وتشجيع أندية كرة القدم ذريعة لممارسة أنشطتهم الإجرامية.
وتدق هذه الوقائع الإجرامية جرس الإنذار لدى المسؤولين عن الرياضة وكرة القدم الوطنية والجهات الأمنية والمجتمع المدني من أجل إيجاد حلول ناجعة للظاهرة، التي أصبحت متفشية بشكل خطير تحت ذريعة التشجيع الرياضي، مع المراعات أن تكون هذه الحلول بالتنسيق مع الإلتراس والجمعيات المؤطرة للجماهير في الملاعب.