ما الذي يدفع مؤسسة اقتصادية عملاقة من حجم المكتب الشريف للفوسفاط إلى خلق منتدى فكري خاص بها من الحجم الكبير أيضا؟ “ثينك ثانك” ضخم يجمع فلاسفة ودكاترة من مختلف الدول، ويعمل على إصدار دراسات وتقارير تهم الاسئلة المتعلقة بتدبير السياسات العمومية.
يرى كريم عيناوي رئيس “مركز السياسات” التابع للمكتب الشريف للفوسفاط المعروف اختصارا بـ” بوليسي سنتر” أن هدف منتدى التفكير هذا هو ربط علاقات مع مفكرين وخبراء يتقاسمون هموم السياسات العمومية، والإشكالات الطارئة.
ويقول العيناوي، الذي كان يتحدث صباح اليوم السبت في لقاء مع الصحافة المغربية، إن المركز البحثي التابع للمجموعة في بداية طريقه، وأن عمره لا يتعدى سنتين، ومع ذلك فإنه أشرف على إصدارات ودراسات اقتصادية واستراتيجية مهمة.
وعن الهدف من خلق منتدى للتفكير عابر لقارات، رد العيناوي بأن إصدارات المركز توجه للعموم، ولا تخص فئة معينة أو صناع القرار وحدهم، وقال “مؤخرا نشرنا دراسة تتعلق بسيناريو انخفاض أسعار النفط، والغريب أن لا أحد من الصحافة الوطنية اهتم بها، في حين أنها وجت مكانا في قصاصات وكالة الانباء العالمية المختصة في الاقتصاد “بلومبرغ”.
ويتوفر “بوليسي سنتر” اليوم على ستة باحثين قارين بالإضافة إلى تعاونه مع باحثين ومفكرين وفلاسفة وخبراء استراتجين من دول مختلفة، ويرى العيناوي أن الرهان اليوم مطروح بشكل قوي على دول الجنوب عموما، وخاصة القارة الإفريقية، التي تعرف دخول لاعبين عالميين جدد من قبيل الصين والهند، وقال العيناوي إن هدف المركز هو ربط علاقات وتنسيق الأفكار مع فاعلين آخرين من دول الجنوب تحديدا.
وقال العيناوي “لا نعطي دروسا لأحد، لكن المغرب يتوفر على تجارب وخبرات تنموية مهمة، تهب العديد من الدول الإفريقية من الاستفادة منها، مؤخرا كنت في البنين، وهناك اكتشفنا أن البلد زاخر بالمؤهلات، وبقربه سوق ضخم قادر على استهلاك كل المنتجات، وهو نيجيريا، لكن الإشكال يبقى في كيفية الإنتاج، ومن هنا فالبنين يريد الاستفادة بشكل قوي من التجربة المغربية، سواء تعلق الأمر بالفلاحة أو بالصناعة”.
العيناوي كشف ايضا عن قرب إطلاق منتدى للتفكير يجمع بين “بوليسي سنتر” وإحدى مراكز الدراسات الأوروبية الكبيرة، دون أن يضيف المزيد من التفاصيل.