افتتحت، مساء اليوم الخميس بمدينة الصويرة، فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان كناوة وموسيقى العالم الذي يتواصل حتى 23 من الشهر الجاري، في رحلة استكشاف موسيقي تضم 40 حفلا موسيقيا في أنحاء مختلفة من “مدينة الرياح”.
وكان البدء من باب دكالة، الذي يتزيى كعادته بشيم حسن الترحاب، من خلال موكب الافتتاح الذي يطلق إشارة الانطلاق والتسامي مع نغمات “تكناويت” وفرق فلكلورية متعددة تعدد ثقافة المغرب، بنغمات أخاذة للألباب، يقابلها جمهور بالجمع والمفرد بلحظات جذب باذخة، يقدم من خلالها معلمو كناوة “فتوح الرحبة” عربون ود لمتلق شغوف بالموسيقى.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، إن مهرجان كناوة أضحى من المهرجانات ذات الصيت العالمي لكونه يشتغل على موروث ثقافي شفوي يتعلق بفن كناوة، مبرزا الحاجة إلى إدراج هذا الفن ضمن التراث الإنساني العالمي.
وأكد السيد الأعرج أن القطاع الوصي يشتغل بمعية الجمعية المعنية ومنظمة اليونسكو على تسجيل فن كناوة، في الأشهر المقبلة ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي بهذه الهيئة الأممية، اعتبارا لأبعاده ودلالاته الإنسانية والقيمية.
وفي تصريح مماثل أشادت منتجة ومديرة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، نائلة التازي، بالنجاح الذي راكمه المهرجان الذي بلغ دورته الثانية والعشرين.
وأعربت السيدة التازي عن أملها في تسجيل فن كناوة في لائحة التراث العالمي الإنساني لليونسكو، لافتة إلى أن الأمر يتعلق بمرحلة هامة استوجبت جهدا جبارا حتى يعاد الاعتبار لهذا الفن وتشجيع المعلمين.
ودعت السيدة التازي إلى تشجيع المعلمين من خلال إعطائهم المكانة التي يستحقونها، مبرزة ضرورة ضمان استمرارية هذا المهرجان إسوة بمهرجانات بالقارة الأوروبية التي أطفأت شمعتها الخمسين.
وسيضم هذا الموعد السنوي الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حسب المنظمين، ثلة من أشهر “المعلمين” في المغرب، وأفضل الموسيقيين على الساحة الدولية، في مزج فني بين موسيقى الأجداد والموسيقى المعاصرة.
ويدعو المهرجان “إلى السفر عبر الموسيقى كلغة عالمية”، لكون هذه النسخة الجديدة ستشمل جميع النغمات والأصوات الكوبية والطوارقية والتاميلية، وكذا موسيقى الجاز والفلامنكو والريكي، مع فنانين عالميين من قبيل تيناريوين وأوسين ديل مونتو وثارد وورلد… إضافة إلى “تاكناويت” التي ستكون في صلب الحوارات، وعلى استعداد لرفع التحديات والانصهار مع الجميع.
وسيكون الشباب، الذي يقع في صلب الاهتمامات الرئيسية للمهرجان، ممثلا بكل من المعلم الشاب حسام غانيا، والنجم الإفريقي الصاعد مو كوياتي ومجموعة بيتويناتنا.
وبخصوص البرمجة، يضيف المصدر، ستستضيف منصة مولاي الحسن المعلم حميد القصري والمغنية الإنجليزية سوشيلا رامان والمعلم حسن حكمون وذو يونيفرسال فورص، بالإضافة إلى المعلم عمر حياة ومو كوياتي والمعلم حسام غانيا وهاهوما، وكذا ماريا ديل مار مورينو ونبيلة معن.
ومن جهتها، ستحتضن دار اللوبان الحفلات الموسيقية الأكثر حميمية، والتي تشمل المزج الصوتي، على شاكلة ما تفرد به المعلم عليكان وفرقته طيور كناوة مع شريكه عازف الطبول كريم زياد وعازف الإيقاع غاني كريجا، وكذا لحظة لقاء بين الفلامنكو وتاكناويت، مع خورخي باردو والمعلم سعيد أوغسال.
وبخصوص الجانب الفكري للمهرجان، سينفتح منتدى حقوق الإنسان، الذي ينعقد هذه السنة تحت شعار “قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف”، على الأفكار والبدائل المتوقعة من أجل عالم أفضل للنساء والرجال القادمين من جميع الآفاق. وخلص البلاغ إلى أن فنانين وأكاديميين وفاعلين سياسيين وجمعويين من المغرب والمغرب العربي والمنطقة العربية وإفريقيا، بالإضافة إلى مناطق أخرى من العالم، سيحلون بالصويرة للتبادل والتفكير في مسؤولية الفاعل الثقافي في العمل على وقف دوامة العنف وإحلال السلم.
حضر حفل الافتتاح، على الخصوص، مستشار جلالة الملك السيد أندري أزولاي، ووالي جهة مراكش-آسفي، وعامل إقليم الصويرة، وممثلو بعثات دبلوماسية أجنبية.