عدنان عبوا
عدد مشاركون في منتدى الصويرة لحقوق الإنسان في دورته الثامنة اليوم الجمعة، مناقب الثقافة في نبذ العنف والانكفاء ونشدان التسامح والوئام.
وقارب المشاركون في اللقاء الذي يتناول موضوع “قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف”، من خلال تيمة “أشكال العنف.. أصولها وتجلياتها الحالية”، المداخل الكفيلة بإدراج البعد الثقافي في السياسات العمومية وإيلائه العناية التي يستحق لكونه يشكل صمام أمان المجتمعات. وفي هذا الصدد، قال الكاتب عبد الكريم الجويطي، إن كل المجتمعات “تقمصت العنف نظريا في مراحل تاريخية من تطورها، فتارة يعتدل منسوب العنف فيها، وتارة يتطرف”، لافتا إلا أن الوعي البشري انبنى على العنف، خصوصا الممارس على الطبيعة.
واعتبر مؤلف كتابي “المغاربة” و”كتيبة الخراب” أن الثقافة تعمل على تلطيف العنف، مسجلا الحاجة إلى النهل من معين الأدب والفن، لمواجهة العنف والتوحش، مستشهدا بدوستويفسكي، الكاتب الروسي، الحابلة كتبه بصراع الخير والشر، وببؤساء، فيكتور هوغو، السابرة لتعقد النفس البشرية. وخلص إلى جعل الأدب آخر قلاع الإنسانية لرعاية مثل التسامح والحوار وحسن الجوار. من جهتها، أكدت الممثلة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية، نادية كاسي أن “الثورة الجزائرية الراهنة، وضدا على ما يتم ترويجه، تعلي من قيم السلم، وتتبنى مثل الابتكار”، مستشهدة بتوسلها بالثقافة والكاركاتير والشعر لتمرير رسائلها. أما مؤرخ التاريخ الكولونيالي الفرنسي، جيل مونصرون، فأكد أن الدلالة اللفظية لمهرجان كناوة وموسيقى العالم “هامة للغاية”، مشيرا إلى أهمية الموسيقى في كل بلد، لاسهامها في بلورة شخصيته، ومعتبرا أن العنف مرده غالبا التفاوتات وغياب العدالة. أما عبد القادر أزريع، عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فأشار إلى الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرانسيس للمملكة، بدعوة كريمة من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وما أرسته من جسور للتسامح بين الديانتين، لافتا إلى أن المنحى يقضي بضمان استدامة هذه الزيارة وجني ثمارها.
وذكر في هذا السياق بإعلان الرباط الذي صاغه طلبة ينتمون لجامعة محمد الخامس، ونظرائهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، والذي يشكل “ميثاق” هذه الزيارة التي أعلت من مثل التسامح الديني، مشيرا إلى أنه من المزمع تقديم هذا الإعلان خلال المنتدى العالمي للتسامح الذي ستتحتضنه مدينة روما الإيطالية، بعيد تقديمه أولا بالرباط يوم 28 من الشهر الحاري.
وينفتح منتدى حقوق الإنسان، الذي ينعقد هذه السنة تحت شعار “قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف”، على الأفكار والبدائل المتوقعة من أجل عالم أفضل للنساء والرجال القادمين من جميع الآفاق. يذكر أن فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان كناوة وموسيقى العالم افتتحت، مساء أمس الخميس لتتواصل حتى 23 يونيو الجاري، في رحلة استكشاف موسيقي تضم 40 حفلا موسيقيا في مختلف جنبات “مدينة ليزاليزي”.