عدنان عبوا
امتزجت أول أمس السبت بمدينة الصويرة، في قالب ماتع نغمات التكناويت برئاسة المعلم حميد القصري، وترانيم موسيقي التاميل التي أدتها باقتدار الفنانة سوشيلا رامان، ” سلبت لب جمهور مهرجان الصويرة وموسيقى العالم الذي أطفأ شمعته الثانيه والعشرين. واستحالت المعزوفتان التي طوت المسافات التي تنتصب بونا بينهما، معزوفة واحدة تغنت بمثل الإخاء والود، فكان وقع “التوأم السيامي” الهجهوج والقراقب، بعدما رافقتهما آلات من قبيل السكسفون والقيثارة، مرهما يلطف ويسكن ويشفي شغف جمهور بالجمع أينما يول وجهه يحج وافدا على منصة مولاي الحسن الشاهدة على مزيج نمطين موسيقيين متمايزين حقا، لكن متميزين. واستمتع الجمهور بأغان تفرد في أدائها المعلم القصري، ورافقتها المغنية الإنجليزية ذات الأصول الهندية سوشيلا رامان، والتي صهرت التكناويت صهرا بديعا بموسيقى عرق التاميل الموطن لجنوب الهند وشمال شرق سيريلانكا، فكان دالا على استيعاب نمط فن كناوة الموجب لأن يضمن تراثا إنسانيا لدى هيئة اليونسكو، كل الأنماط الموسيقية العالمية، أسوة بالمغربي الذي يستوعب ويتعايش مع كل الأجناس والأعراق. فكانت أغاني “التكنا” من قبيل “لالة عيشة” و”شاباكرو” و”سانديا” جارا مليحا لموسيقى التاميل التي صدحت بها حنجرة الفنانة سوشيلا رامان بلوذعية قل نظيرها، ومتبلة إياها برقصات كوريغرافية حادت عن المألوف، وجادت بجوارحها عرفانا على تفاعل جلي بينها وبين الجمهور الذي أعاد اكتشافها وهي التي سبق وأن غنت “دويتو” مع الشاب مامي. وسيضم هذا الموعد السنوي الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حسب المنظمين، ثلة من أشهر “المعلمين” في المغرب، وأفضل الموسيقيين على الساحة الدولية، في مزج فني بين موسيقى الأجداد والموسيقى المعاصرة.
ويدعو المهرجان “إلى السفر عبر الموسيقى كلغة عالمية”، لكون هذه النسخة الجديدة ستشمل جميع النغمات والأصوات الكوبية والطوارقية والتاميلية، وكذا موسيقى الجاز والفلامنكو والريكي، مع فنانين عالميين من قبيل تيناريوين وأوسين ديل مونتو وثارد وورلد…” إضافة إلى “تاكناويت” التي ستكون في صلب الحوارات، وعلى استعداد لرفع التحديات والانصهار مع الجميع.
وسيكون الشباب، الذي يقع في صلب الاهتمامات الرئيسية للمهرجان، ممثلا بكل من المعلم الشاب حسام غانيا، والنجم الإفريقي الصاعد مو كوياتي ومجموعة بيتويناتنا. وبخصوص البرمجة، يضيف المصدر، ستستضيف منصة مولاي الحسن المعلم حميد القصري والمغنية الإنجليزية سوشيلا رامان والمعلم حسن حكمون وذو يونيفرسال فورص، بالإضافة إلى المعلم عمر حياة ومو كوياتي والمعلم حسام غانيا وهاهوما، وكذا ماريا ديل مار مورينو ونبيلة معن.