*عدنان عبوا*
جرى يوم الجمعة بدار الصويري، بمناسبة الدورة الثانية والعشرين لمهرجان الصويرة وموسيقى العالم، الاحتفاء بقامة من قامات فن الجاز، الراحل راندي وستون.
وكان الراحل المنحدر من مدينة بروكلين، والذي قضى عن عمر 92 عاما، أحد المراجع في فن الجاز، كما طور موسيقاه بعدما أرساها على عمد أفريقية متينة متانة جذورها، ناسجا صداقات موسيقية حقيقية مع كناوة، على شاكلة تلك التي صاغها بمسحة إنسانية طافحة مع المعلم عبد الله الكورد.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال مستشار جلالة الملك، السيد أندري أزولاي، إن “المناسبة تشكل فرصة منحت لنا حتى يكرم الجميع، لأننا هنا بفضلهم، وعرفنا راندي وستون من خلال هؤلاء المعلمين”. وأضاف السيد أزولاي قائلا “راندي وستون أحبنا لأن المعلم عبد الله الكورد كان معه”، معربا عن فخره واعتزازه “لأن الصويرة تزداد جمالا بهؤلاء المعلمين”. وفي تصريح مماثل، أبدت أرملة الفنان الراحل، السيدة فاطوماتو وستون، عرفانها للمغرب على هذه البادرة، مشيرة إلى أنه كان البلد الثاني لراندي.
وأكدت السيدة وستون أن وستون أفنى حياته رفقة كناوة، مشيدة بمعرض الصور الفوتوغرافية الذي يوثق لمسيرة الراحل وعطاءه الفني.
من جانبه، قال المعلم عبد الله أبو الخير الكورد، ممثل جمعية دار كناوة بمدينة طنجة، إن لقاءه بالراحل راندي وستون يعود لسنة 1967، لافتا إلى أن الأنشطة التي صلته به تعود لذلك التاريخ حتى وافته المنية، أي صداقة تربو على 52 سنة.
وانتهز المعلم عبد الله الكورد الفرصة لتقديم شكره للفقيد الذي مد إليه يد العون للمشاركة مع فرق الجاز والبلوز، منوها بالنصائح التي قدمها له، والجولات التي قاما بها سويا بالقارات الأوروبية والأمريكية والإفريقية، “فكان نعم الناصح في مسيرة حبلى بالصعاب”.
أما صديق الراحل، روبرت أو’ميلي، من معهد دراسات الجاز التابع لجامعة كولومبيا، فصرح قائلا” نعتز بكل لحظة قضيناها مع راندي وستون حين كان يقدم عروضا لفائدة مركز الجامعة”.
وأوضح أن الفنان وستون كان يقدم الجاز كموسيقى إفريقية، و”درسا للجميع بالولايات المتحدة الأمريكية”، معتبرا في هذا الصدد الراحل “أحسن سفير للولايات المتحدة الأمريكية”، لكونه يعتز بانتمائه الأفرو-أمريكي، ويعد “مواطنا من العالم”.
وأوضح أن راندي وستون “يبث الجمال أينما حل، ويحب المغرب ويتحدث عنه حيثما كان، كما يحب كل ما يتعلق به من قبيل الأنغام والإيقاعات”، ويلح على “روحانية هذه الموسيقى، وروحانية هذا المكان، والقيم التي تمثلها هذه الموسيقى”. من جانبه ، قال، فريدريك غراف، وكيل أعمال الفنان الراحل منذ 1988، إن راندي اتخذ له مراما يتمثل في بث موسيقى تكناويت، مشيرا إلى النجاح الذي لاقاه هذا المبتغى.
وبشأن الرسائل التي عمل على إشاعتها، قال إن الأمر يتعلق بإعادة اكتشاف الموسيقى الإفريقية، مع العمل على إشاعتها لدى العالم، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بثقافة “هامة”، أسهمت كثيرا وتوجب الاعتراف.
وجرى خلال التكريم، عرض ألبوم صور فوتوغرافية توثق لرصيد راندي وستون بمهرجان كناوة، وللثنائيات التي أحياها رفقة معلمي التكناويت والتي تشكل مشتركا فنيا مع البلوز الذي برع فيه الراحل.
وسيضم هذا الموعد السنوي الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حسب المنظمين، ثلة من أشهر “المعلمين” في المغرب، وأفضل الموسيقيين على الساحة الدولية، في مزج فني بين موسيقى الأجداد والموسيقى المعاصرة.
ويدعو المهرجان “إلى السفر عبر الموسيقى كلغة عالمية”، لكون هذه النسخة الجديدة ستشمل جميع النغمات والأصوات الكوبية والطوارقية والتاميلية، وكذا موسيقى الجاز والفلامنكو والريكي، مع فنانين عالميين من قبيل تيناريوين وأوسين ديل مونتو وثارد وورلد…” إضافة إلى “تاكناويت” التي ستكون في صلب الحوارات، وعلى استعداد لرفع التحديات والانصهار مع الجميع.