سقط ما تبقى من اليسار السبعيني، وشتات من الاتحاديين السابقين، الذين تحولوا إلى “قومجيين”، والذين أكلوا من فتات موائد حزب “البعث” بالقطرين، عراق صدام حسين، وسوريا الأسد، في فخ الجماعة اليمينية المتطرفة “العدل والإحسان”، وتحول ما اصطلح عليها مسيرة ضد “صفقة القرن”، إلى مسيرة أصولية مساندة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
ورغم أن العدل والإحسان لا ارتباط تنظيمي لها بجماعة الإخوان المسلمين، لكن الحركات الدينية للإسلام السياسي تترك خلافاتها التنظيمية وحتى “الفكرية” جانبا، وتستحضر ما يجمعها ضد من تعتبرهم “كفارا”، من حملة الفكر المتحرر، ما جعلها تستغل مسيرة الرباط، أمس الأحد، وتحولها من مسيرة “تضامن” مع فلسطين، إلى مسيرة “مرسي”، الرئيس المصري السابق، عن جماعة الإخوان المسلمين، والذي وافته المنية أثناء محاكمته، الأسبوع الماضي، ومناهضة للرئيس المصري الحالي السيسي.
وأصبح اليساريون في مسيرة أمس الأحد كاليتامى، أمام قوة حضور أعضاء العدل والإحسان، وبعض عناصر العدالة والتنمية، الحزب الذي يقود الحكومة.
واليساريون أو ما تبقى من اليسار لم ولن يستفيدوا من الحديث النبوي الشهير “لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين”، لأنهم سبق أن تذوقوا من لدغات العدل والإحسان مرات عدة، في التنسيق معهم، وأشهرها مسيرات حركة 20 فبراير، والتي انتهت بـ”تعرية” الجماعة لهذا اليسار حين انسحبت والحركة في أوجها، ليستفيد الإخوان المسلمون من “بركة” الحركة، و”يتصدر” العدالة والتنمية الانتخابات التشريعية، ويقود أول حكومة بعد دستور 2011، الذي منح لرئيس الحكومة صلاحيات كثيرة، لم تكن عند الوزير الأول قبل 2011.