تراجع الملغاشي أحمد أحمد عن وعوده الانتخابية قبل أن يصبح رئيسا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومنها تسوية مشاكل النقل التلفزي، وضمان حق مشاهدة البطولات المنظمة من طرف “الكاف” لجميع شعوب الدول الافريقية، ومن بينها نهائيات كأس امم إفريقيا، وهي من بين الوعود التي قدمها الملغاشي رفقة فريقه في حملتهم الإنتخابية السابقة من أجل الوصول إلى رئاسة الإتحاد القاري.
وكان المغرب بقيادة فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من أكثر الداعمين لإنتخاب أحمد أحمد رئيسا جديدا للكاف، في العلن وفي الكواليس، بناء على ضمانات قدمها الملغاشي ومن معه من أجل تطهير الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، من الفساد، بما في ذلك إعادة النظر في صفقات النقل التلفزي وما تحوم حولها من شبهات، عرفتها مرحلة الرئيس السابق عيسى حياتو، وهي مرحلة تضرر خلالها المغرب كثيرا.
ويرى الشارع الرياضي المغربي أن مرحلة الرئيس أحمد أحمد التي يمثل فيها المغرب بفوزي لقجع كنائب للرئيس، لم تختلف كثيرا عن فترة عيسى حياتو، سواء في تنظيم البطولات وإستمرار “المجازر” التحكيمية التي تتعرض لها الأندية المغربية، والتي كان أخرها ما باث يسمى بمهزلة رادس، حين ظلم الوداد الرياضي أمام مضيفه الترجي علنا في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا في تونس، وقبلها الأندية المغربية في كأس “الكاف”، أو بالنسبة للنقل التلفزي حيث زاد إحتكار وإرتفاع أثمنة البث التلفزي للبطولات الإفريقية، التي من ضمنها نهائيات كأس أمم إفريقيا مصر2019، ليستفسر عشاق كرة القدم المغاربة عن دور فوزي لقجع إذا لم يكن لحماية المغرب في “الكاف”، والدفاع عن مصالح الكرة الوطنية والجماهير المغربية في مشاهدة البطولات الإفريقية على التلفاز المغربي، أو على الأقل مباريات الأندية المغربية التي تشارك في المسابقات القارية، والمنتخب الوطني المشارك في “الكان”، معتبرين المسؤول المغربي في الإتحاد الإفريقي مقصرا من هذه الناحية بل حضوره مثل عدمه.
وطرح رواد مواقع التواصل الإجتماعي منذ إعلان الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الوطنية المغربية، عن عدم نقل قنواتها لبطولة كأس أمم إفريقيا مصر2019، مجموعة من الأسئلة ركز أغلبها عن ماهي قيمة وجود مسؤول مغربي في “الكاف” بحجم نائب الرئيس، والشعب والجمهور المغربي محروم من مشاهدة مباريات منتخب بلاده على التلفزيون المغربي، خاصة أن هذا المنتخب يمثل الوطن في أهم حدث في القارة الإفريقية.
وطالت إنتقادات الجماهير المغربية فوزي لقجع نائب رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم مجموعة، إذ حمل مجموعة من المغاربة رئيس الجامعة وصديق أحمد أحمد، المسؤولية في عدم حصول المغرب على حقوق البث التلفزي لنقل “كان2019″، متسائلين عن جدوى التمويلات والإستثمارات المغربية في “الكاف”، إن لم تكن من أجل خدمة المصالح المغربية، وتسهيل نقل المسابقات التي تعرف مشاركة الأندية والمنتخبات المغربية على القنوات الوطنية، مع العلم أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تبدل الكثير من الجهد للحصول على حقوق بث المباريات التي تقام في المغرب الخاصة بالأندية المغربية المشاركة في كل من دوري أبطال إفريقيا وكأس “الكاف”، ومباريات المنتخبات الوطنية في إقصائيات البطولات القارية.
وينضاف ملف البث التلفزي إلى المشاكل الكارثية التي عرت حقيقة الاتحاد الافريقي والطريقة التي تدبر بها أجهزته في عهد رئيسه الملغاشي أحمد أحمد، الذي ظهر جليا بأنه مغلوب على أمره، وقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن أحمد أحمد “رئيس للكاف بالاسم فقط”، وذلك باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، عندما تدخل قبل أيام، ليوقف المهازل التاريخية المتتالية التي اصبح يعيشها الجهاز القاري في ولاية الملغاشي، بفرضه الوصاية على الاتحاد الافريقي، عبر تعيينه السينغالية فاطمة سامرا، التي تشغل منصب الامين العام في “الفيفا” كمشرفة على المراقبة العامة للكاف (مراقبة انظمة البطولات وتدبير الأموال)، وذلك لمدة 6 أشهر، بداية من فاتح غشت 2019، وإلى غاية يناير2020، وهي مدة قابلة للتجديد، بمعنى أنه إذا ظلت بعض المشاكل حاضرة وهذا أمر يتوقعه خبراء كرة القدم الإفريقية، فإن وصاية “الفيفا” التي فرضت على “الكاف” وبترحيب من رئيسه “العاجز” أحمد أحمد، ستظل قائمة ومجودة، أي أن الملغاشي لم تعد بيده صلاحيات أو سلطة داخل “الكاف”، وأنه رئيس بالاسم فقط، عاجز أمام اللوبيات وأصحاب المصالح بالجهاز الإفريقي، هذه اللوبيات التي تسعى لجني الاموال والثروات من خلال استغلال عشق الشعوب الافريقية لكرة القدم، لدرجة أن المسابقات والبطولات الافريقية اصبحت أسماؤها مرتبطة بشركات أكثر من إرتباطها بالكاف، أو بالقارة الافريقية.
وتجدرت اللوبيات في ولاية احمد احمد الرئاسية للإتحاد الإفريقي، وأضحت تتاجر في كل ما من شأنه أن يدر عليها الاموال ومن بين ذلك بيع حقوق البث لجهات تحتكر المنتوج التلفزيوني وتتجار فيها بكل جشع، غير مكثرة لمبادئ الاتحاد الدولي والاتحادات القارية و”الكاف” نفسه، التي تنص وتؤكد على حق جميع الشعوب والجماهير في ممارسة ومشاهدة لعبة كرة القدم، كل هذا يقع والكرة المغربية تعاني من الظلم في أروقة الكاف، رغم وجود ممثل لها في حجم وقيمة نائب الرئيس.
وكانت الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة المغربية قد كشفت أن التلفزيونات الوطنية المغاربية لم تتحصل على أي دعم من أجل تحديد سقف لإقتناء حقوق بث منافسات كأس أمم إفريقيا 2019، علما أن رئيس الكاف أحمد أحمد كان قطع على نفسه وعدا بإعادة النظر في المسألة فور إنتخابه على رأس الكونفيدرالية الإفريقية، مؤكدة أن الحقوق عرضت للبيع مقابل 12 مليون دولار للبلد الواحد دون أن تحرك الكاف ساكنا، ليستمر حرمان شعوب المنطقة من متابعة منتخباتها على تلفزيوناتها الوطنية.