كشف تقرير حقوقي عن انتهاك حقوق العمال بالشركة الإسبانية “ماندريز”، مشيرا إلى أن الأخيرة تجبر العمال على معالجة الأرز بالمبيدات، التي تستخدم لقتل القوارض، والفئران، والحشرات، وأنها تلزم هؤلاء باستخدام هذه المواد، دون مراعاة لخطورتها على الصحة.
وقال التقرير، الذي أعده فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعرائش، إن العمال يستعملون هذه المواد الخطيرة دون قفازات وأقنعة واقية من الغازات والمواد الكيماوية، ودون ملابس واقية، وخصوصا عمال الشحن والتفريغ.
وكشف التقرير أن الشركة تستخدم مواد كيماوية خطيرة ومحظورة دوليا كمادة ) CH 3 Br Bromure de méthyle. كما أنها لا تستعين بطبيب شغل قار في المعمل لمراقبة شروط وظروف العمل، وخاصة أن معظم العمال يعانون من أمراض مهنية خطيرة، كضيق التنفس، والربو، وأمراض التهابات العيون، والتهابات جلدية، وأمراض العمود الفقري، وتمزق العضلات، ونقصان المناعة، وأمراض في الأمعاء، والكبد، والرئتين، والجهاز العصبي، وكذا نقص في السمع جراء الغبار الناتج عن معالجة وشحن الأرز وضجيج الآلات المفرط، بالإضافة إلى استعمال مبيدات أو مواد كيماوية سامة جدا ومحظورة دوليا كمادة ملح الفوسفور ومادة أخرى سامة تستعمل في إبادة الحشرات والفئران والقوارض والنباتات الضارة.
ولا ينعكس الاستخدام المفرط لهذه المواد، يضيف التقرير، على العمال فحسب، بل أيضا على البيئة، وهي مواد حظرت كندا بيعها أو استيرادها أو تصديرها أو تصنيعها منذ سنة 1998، وحظرت فرنسا استعمالها منذ سنة 2009، وحذا الإتحاد الأوروبي حذوها سنة 2011، نظرا لخطورتها الشديدة على صحة الإنسان وما تسببه من مخاطر على الدماغ، والجهاز العصبي، والأمعاء، والكبد، والرئة وقد تسبب السرطان.
وقال التقرير إن الشركة، التي يصل إنتاجها للأرز إلى ما بين 35 ألف إلى 45 ألف طن في السنة، حسب الموسم الزراعي، أي ما يشكل 60 %، من الإنتاج الوطني، يزرع في منطقة سيدي علال التازي، التابعة لسهل الغرب، ومنطقة حوض اللوكوس، تشغل 155 عاملا، 75 فقط مرسمون، لا يستفيدون من خدمات طب الشغل، وخاصة أنهم معرضون لمخاطر صحية، وهو ما دفعهم إلى خوض حركات احتجاجية، بالإضافة إلى مطالب أخرى تتعلق بالحق في الانتماء النقابي، والتعويض عن ساعات العمل الإضافية.
وأعدت الجمعية تقريرها، بعد زيارة إلى معتصم العمال المضربين عن العمل منذ حوالي شهر، والمعتصمين أمام باب الشركة.