قدم الثلاثي الفرنسي دلغرس موسيقى البلوز الكاريبي، ليلة أمس الثلاثاء على منصة أبي رقراق، في غناء بالتاريخ والذاكرة والسفر، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ 18 من مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم” (21-29 يونيو الجاري).
وصعد فريق دلغرس، بديكور بسيط وأنيق، بقيادة باسكال داناي المنحدر من غوادلوبي، إلى المنصة، ليغني أمام جمهور عريض، لم يكن يدري أنه سيعيش على أنغام موسيقى الأوديسة الصاخبة، أبرز ما جادت به قريحته من موسيقى البلوز الحميمية.
وهكذا، استهل هذا الثلاثي أمسيته بأغنية “كانت ليت يو غاو” (لا يمكنني السماح لك بالرحيل)، والتي رفعت من حفاوة المكان، حيث تمكن باسكال داناي من خلال هذه الأغنية، أن يؤكد بصوت عال أن “الذاكرة هي عبارة عن طبل كبير، يطبل ويدق على عروقك كما على قلبك”، وهو ما جمع حشدا غفيرا التأم للاستمتاع والترفيه.
وتابعت هذه المجموعة، التي تستمد إلهامها من لويس دغريس، نشاطها حيث قدمت ألمع أغانيها من قبيل “مو جودي” (الموت واليوم)، التي عبرت من خلالها عن بطولة وتضحيات هذه الشخصية التي لطالما حاربت ضد العبودية في جزر الأنتيل الفرنسية.
ولم يتوقف هذا الثلاثي، الذي يغني البلوز الكاريبي باللغة الكريولية عموما، والذي يتميز بمظهره المختلف وغير العادي، عند هذا الحد، بل تابع مسترسلا بأغاني مصحوبة بنغمات قيتارة الدوبرو التي يتقنها باسكال، زادت جنبات الوادي صخبا ومتعة.
ورقص جمهور المنصة على أنغام مقطوعة بالغة الشدة عنوانها “ساري موين بلي فو”، والتي تشكل مزيجا سحريا تناغمت فيه الكلمات بالموسيقى، انتقلت بالجمهور من جو صاخب إلى لحظات تأمل حزينة سريعة الزوال، ليعود مرة أخرى إلى القفز والرقص على أنغام ” أنكو” و”ريسبيكت نو”.
وبفضل العزف القوي لبابتيس بروندي على آلة الدرامز ورافجي على الساكسفون، سافرت الفرقة بجمهور موازين إلى أجواء الكرنفالات في حلم يقظة لم يشهد له مثيل.
وعندما يتخلى بروندي عن آلة الباص ليلتحق بالثنائي رافجي وداناي على المنصة، تشتعل أضواء المرح مرة أخرى بأغنية “اوكيليلي” التي تغنت بالعائلة والحب.
وقبل ختام السهرة، وبعلم المملكة المغربية، لوح الثلاثي للجمهور معربا عن فخره وشكره وامتنانه بهذه المشاركة الفريدة، للمرة الثانية، وذلك على أنغام مقطوعة “مو جودي”.
وتخلل هذا الحفل لحظات قوية برز خلالها الثنائي بابتيست بروندي على آلة الدرامز ورافجي على الساكسفون التي يستبدلها بالنفار بين الفينة والأخرى، في أداء موسيقي أعجب به جمهور العدوتين.
وبدأت هذه الفرقة، التي تتميز بتواضعها وكرمها، احتراف الموسيقى قبل أربع سنوات تحديدا، حينما التقى باسكال ببابتيست، عازف الدرامز الذي كان برفقة الفنان جان لويس أوبيرت، ولاعب الساكسوفون رافجي.
ومنذ لك الحين، لم تتوقف فرقة دلغرس من استكشاف موسيقى البلوز، حيث تمكنت من إحداث ثورة في هذا المجال وفرض اسمها كواحدة من المراجع الجديدة في هذا النوع الموسيقي.