أكد الرئيس المدير العام للوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، السيد مصطفى بكوري، اليوم الخميس، بأسوان (جنوب مصر)، أن المغرب، من بين الدول الرائدة في إنتاج الطاقة الخضراء على الصعيد العالمي. وأوضح السيد بكوري، في مداخلة خلال جلسة حوارية حول موضوع “أمن الطاقة في إفريقيا”، نظمت في إطار منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة (11-12 دجنبر)، أن المغرب أطلق سنة 2009 استراتيجية طموحة في مجال الطاقة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تروم خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وتدعيم مصادر الطاقة المتجددة. وأشار إلى أن النتائج المحققة اليوم تظهر أن الرؤية الملكية في ما يتعلق بتطوير الطاقة الخضراء كانت “أكثر من صائبة”، مضيفا، أن “المملكة تواصل تدعيم مصادر الطاقة المتجددة، حيث أصبحنا نتحدث عن تحقيق 40 في المئة في معدل إنتاج الطاقة الخضراء في غضون 2020، وهو ما يجعلنا في مصاف عدد قليل من الدول التي بلغت هذه النسبة”.
وذكر السيد بكوري بأن العديد من الدول، تعول على المغرب للاستفادة من تجربته وخبرته في مجال تدعيم مصادر الطاقات المتجددة خاصة على المستوى الإفريقي، مؤكدا أن التطور الذي حققه المغرب في هذا المجال، “جعله ينفتح أكثر على الصعيد القاري من أجل تعزيز تعاونه في القطاع الطاقي، وخاصة صنف الطاقات المستدامة، أحد عناصر الشراكة التي يعمل على تفعيلها في إفريقيا”.
وأبرز أن المغرب منخرط بشكل فاعل في تحقيق الازدهار الجماعي بدول القارة الإفريقية في ظل ما يربطه بها من علاقات تاريخية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأيضا في ظل تطلعه إلى مستقبل مشترك زاهر للقارة، معتبرا أن الطاقة هي أحد المفاتيح الأساسية لتحقيق التطور والنمو الاقتصادي بالقارة التي تزخر بفرص ومؤهلات واعدة من طاقة شمسية ومائية وريحية.
واعتبر الرئيس المدير العام للوكالة المغربية للطاقات المستدامة، من جهة أخرى، أن تنمية الدول، أصبحت تقاس بدرجة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مشددا على أن “تحقيق تنمية حقيقية في إفريقيا، رهين بتضمين النهوض بالقطاع الطاقي في الاستراتيجيات التنموية للبلدان الإفريقية”.
وأشار إلى أن الطاقات المتجددة أصبحت البديل الحقيقي للطاقات الأحفورية وهو ما يفرض البحث عن مصادر جديدة للطاقة وتحويلها، مبرزا أن “إفريقيا في حاجة ماسة إلى تثمين مواردها الطبيعية للدفع قدما بالقطاعات الإنتاجية في شتى المجالات الحيوية”. ويبحث هذا الملتقى، الذي يعرف حضور مسؤولين رفيعي المستوى وخبراء، وممثلي منظمات دولية وإقليمية ومؤسسات مالية، وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني، قضايا السلام والتنمية المستدامة في القارة الإفريقية، والفرص والتحديات التي تواجه القارة، وإعداد التوصيات الكفيلة بالتعامل معها.
وتتمحور مواضيع المنتدى، المنظم تحت شعار”أجندة السلام والأمن والتنمية المستدامة في إفريقيا”، حول دور المرأة الافريقية في تحقيق السلام والأمن والتنمية، وسبل إيجاد حلول للنزوح القسري في إفريقيا، وتعزيز الشراكة الإفريقية مع العالم، إضافة إلى الأمن الطاقي في القارة، وكذا دور التمويل الرقمي والشمولي في استدامة التنمية والسلام.
ويمثل المغرب في هذا المنتدى، فضلا عن السيد بكوري، كل من مدير الشراكة الدولية بالوكالة ذاتها، السيد علي الزروالي، ورئيس قسم بمديرية المغرب الكبير وشؤون اتحاد المغرب العربي والاتحاد الإفريقي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد هشام دحان.