كشف خالد، أحد الشابين الناجيين من موت محقق، بعد أن علق ورفيقه اسماعيل، أمس (الخميس) وسط الثلوج بجبل “تدغين” بجماعة إيساكن، نواحي مدينة الحسيمة، تفاصيل مرعبة، للحظاتٍ عاشها الاثنان معاً، قبل وبعد إطلاقهما لنداء الاستغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إنقاذهما.
وأوضح خالد، يوم الجمعة، في تدوينة مفصلة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قائلا: “بالنسبة لما وقع وباش نوضح كلشي، حنا ماشي أول مرة أنطلعو لشي قمة جبلية وموالفين بهاد المغامرات، الخطأ لي رتاكبنا هو أننا طلعنا للقمة جبل تدغين فالساعة التالتة والنصف تقريبا ومكثنا هناك في البيت المجاور للقمة لما يزيد عن الساعة والنصف بسبب الرياح القوية وخوفنا من قدوم شي عاصفة ثلجية..”
وتابع خالد، “منين شفنا راسنا تعطلنا فكرنا اننا نختاصرو الطريق ومانرجعوش من نفس الطريق لي طلعنا منها، بقينا تانزلقو وتانصارعو الوقت باش مايطيحش علينا الظلام ، وفينما نزلقو تانكاليو بشجر الأرز المتواجد هناك”.
وأضاف الناجي من الموت قائلا: “وفجأة سماعيل تايزلق بسرعة فائقة وتايفوت الشجرة لي كانت أمامنا، مابقاش تايبان ليا وعييت مانعيط ونغوت (سماااعييل فيينك، سماااعيييل جاوبني) دون جدوى، بلاما نفكر وخوفا على خويا، قررت نسلك نفس الطريق لي طاح منو سماعيل، بعد عشرة دقائق تقريبا لقيت نفسي قريب ليه، وتاتشوفو فحالة يرثى لها، التلج حداه حمر وحوايجو ايضا ملطخة بالدماء”.
واستطرد قائلا: “حاولت نشجعو ونخفزو باش يصبر ويوقف على رجليه ونكملو الطريق، الساعة ماقدرش.. وقام بإرغامي بالهبوط باش واحد فينا يبقا على قيد الحياة عوض نموتو بجوج، طبعا رفضت رفضا قاطعا، حيت اي جبل طلعنا ليه تانكونو متافقين أنه نفس المصير نعيشوه بجوج، ستسلمنا للوهلة الأولى وحنا تاتشوفو الشمس تاتغرب وحنا محاصرين فالحافة وتالفين”.
وبخصوص فكرة إقدامهما طلب الاستغاثة عبر خاصية المباشر، قال خالد: “تخيلو معي أننا ماقدرينش نتحركو تا خطوة للأمام او الخلف بقوة ما واحلين.. بغيت نشوف شحال الساعة إذ بي تانلقا الريزو كاين، هي فين فكرت نعمل اللايف ونطلب من الأصدقاء يبارطاجيوه على أوسع النطاق.. وهادشي لي طرا بالفعل، مرت تلاتة السوايع وحنا تانتسناو النجدة، تا وصلو عندنا ولاد دوار أزلة، لي تانشكروهم جزيل الشكر على موقفهم البطولي”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى الدور البطولي الذي قام به المتطوعون، ورجال السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية بإقليم الحسيمة، قائلا: “فعلا كانو أبطال حيت خرجونا من الحافة وغامرو برواحهم على قبلنا، شحال من واحد فيهم تضرب، هزو سماعيل فوق كتافهم وردونا للطريق لي تلفناها”.
وتابع خالد في التدوينة ذاتها: “من بعد جاو أفراد الوقاية المدنية لي تانقدم ليهم جزيل الشكر حيت طلعو للجبل عامر بالثلج بالليل وماعندهمش معدات كافية وكاملين ماشي ولاد المنطقة، تبتو سماعيل فالباياص وجابو حبل طويل، لي بقينا شادين فيه كاملين وهابطين تا وصلنا للتحت.. ولولا تظافر الجهود را ماكناش نكونو على قيد الحياة، باش مانكر تا شي مساعدة قدماتها شي جهة ما لينا..”.