هل تصبح البرتغال هدفا جديداً للمهاجرين عبر المتوسط؟

أثار وصول ثمانية مهاجرين من المغرب إلى سواحل البرتغال على متن قارب خشبي حفيظة السلطات في لشبونة، حتى أن قائد البحرية البرتغالية دعا إلى اليقظة ومراقبة الحدود، فما قصة هؤلاء المهاجرين؟

تبلغ المسافة بين السواحل المغربية وسواحل البرتغال حوالي 700 كم، وهي المسافة التي قطعها ثمانية أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و26 عاما على متن قارب خشبي لمدة خمسة أيام حتى الوصول إلى بلدة صغيرة جنوب البرتغال تدعى مونته غوردو، عند ساحل ألغارفا غير البعيد عن الحدود الإسبانية. الخبر نقلته وكالة اسوشيتدبرس، التي ذكرت أن المهاجرين كانوا يملكون محركين في القارب ونظام ملاحة مرتبط بالأقمار الاصطناعية.

استغربت السلطات البرتغالية كيفية وصول المهاجرين بهذه الطريقة إلى السواحل، متسائلة إن كانت هذه هي خطوة استباقية لوصول عدد أكبر من المهاجرين عبر هذا الخط. مجلة “برتغال ريزدنس” وشبكة SIC التلفزيونية لم تستبعد أن يكون المهاجرون قد وصلوا قرب السواحل البرتغالية بواسطة سفينة أكبر أنزلتهم في القارب للوصول إلى سواحل البرتغال.

تم نقل المهاجرين من ألغارفا إلى لشبونة، وتم إسكانهم في نزل للاجئين، فيما تحقق السلطات في كيفية وصولهم إلى سواحل البلاد. ونقلت الصحيفة أن المهاجرين انطلقوا كما يبدو من بلدة الجديدة التي تبعد نحو 100 كم جنوب الدار البيضاء.

دائرة الأجانب والحدود في البرتغال قالت إن المهاجرين سيتم منحهم حق اللجوء ويمكنهم البقاء في البلاد. غير أن وصولهم دفع رئيس أركان الجيش البرتغالي الأدميرال انطونيو ريبيرو إلى الدعوة لليقظة وحراسة الحدود البحرية للبلاد. وقال لوكالة لوزا للأنباء إن “الفرق بين اختيار إسبانيا والبرتغال ليس كبيرا. فهي مسألة اختيار فقط”.

مجلة “برتغال ريزدنس” نقلت عن الأدميرال أن القوات البحرية ستتعاون مع الشرطة وحرس الحدود وحرس السواحل للمراقبة معاً، وحماية الحدود سواء البحرية أو الجوية. مديرة دائرة الأجانب والحدود كرستينا غاتوس “أبلغت المجموعة التي وصلت، بحقهم في الحصول على حق اللجوء” بالإضافة إلى الحصول على حق العناية الطبية والسكن.

البرتغال بحاجة للمهاجرين

تعاني البرتغال من مشكلة هجرة الشباب والأيدي العاملة منها، فقد كتبت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير نشر في شهر غشت الماضي، أن أكثر من 50 ألف شاب من ذوي الاختصاصات غادروا البلاد ما بين عامي 2011 و2014 نتجية الأزمة المالية التي ضربت البلاد والعالم عام 2008.

ويحتاج قطاع الزراعة في البرتغال إلى الأيدي العاملة. ونقلت صحيفة فايننشال تايمز أن “عدد العمال النيباليين العاملين في قطاع الزراعة في بلدة النتيخيو الصغيرة بلغ بين عامي 2016 و 2018 أكثر من ألف عامل”، حسب مصادر رسمية.

كما نقل موقع “برتغال نيوز” أن عدد المهاجرين إلى البرتغال بلغ نحو “83 ألف مهاجر تم منحهم تصاريح إقامة منذ بداية العام حتى سبتمبر 2019”.

منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية (OECD) أشارت إلى أن “البرتغال هي ثاني بلد في العالم من حيث النمو في عدد المهاجرين”. كما أن عدد طلبات اللجوء في ارتفاع مضطرد، ففي عام 2018 وصل إلى 1200 طلب لجوء بزيادة أكثر من 22 بالمائة، وأغلب الطلبات لمهاجرين من أنغولا وأوكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

لكن هذا العدد مازال ضعيفا مقارنة بأعداد المهاجرين إلى الدول الأوروبية التي تمتلك حدودا ساحلية. فحسب تقرير صادر في شهر أكتوبر الماضي عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بلغ عدد اللاجئين والمهاجرين في عام 2019، إلى إسبانيا نحو 27.400 ألفا، وفي إيطاليا 10 آلاف، واليونان 57 ألفا، فيما بلغ عددهم في مالطا نحو 3 آلاف وفي قبرص 1700.

كما واصل عدد المهاجرين الوافدين إلى إسبانيا المجاورة انخفاضه في عام 2019 مقارنة بعام 2018. ولاحظت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا في الفترة بين يناير وأكتوبر عام 2019 قد انخفض بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018.

وأشار التقرير إلى أن معظم الأشخاص الذين يصلون إلى إسبانيا من المغرب بنسبة 30 بالمائة والجزائر 15 بالمائة وغينيا 13 بالمائة ومالي 11بالمائة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة