المنياري: المرتزقة مصرون على تحويل UMT إلى تجمع للمتقاعدين والأصدقاء

أسس مجموعة من الفاعلين النقابيين الأعضاء بالاتحاد المغربي للشغل مركزية نقابية جديدة أطلق عليها اسم “الاتحاد المغربي للشغل المستقل”، بعد انسداد الأفق والعمل داخل المركزية “الأم” التي يقودها الميلودي مخاريق، ومجموعة من المتقاعدين.

وبمجرد إعلان تأسيس المركزية النقابية الجديدة، انتشر بين أعضاء الاتحاد المغربي للشغل خبر أن رشيد المنياري، المستشار البرلماني، وعضو الأمانة العامة سابقا، هو مؤسس هذه المركزية النقابية، “إحاطة.ما” اتصلت بالمنياري، لاستفساره حول الموضوع، وفي ما يلي نص الحوار..

ماهي الأسباب التي دفتعكم لتأسيس ذراع نقابي جديد تحت اسم الاتحاد المغربي للشغل المستقل؟

أولا، أنا غير معني بتأسيس أي ذراع نقابي جديد، ولا أفكر في الوقت الراهن في تأسيس أي تنظيم نقابي جديد، لأنه لا حاجة لنا بمولود جديد، الأولوية لتصحيح التشوهات، التي ضربت العمل النقابي بالاتحاد المغربي للشغل.

وبغض النظر عن الكثير من الأمور، أعلن تمسكي بالانتماء للاتحاد المغربي للشغل، الذي هو ملك لكل المناضلين والمناضلات وللطبقة الشغيلة أينما وجدت، كما أن وضعي كمستشار برلماني يلزمني أخلاقيا بالبقاء ضمن صفوف التنظيم الذي اكتسبت صفة المستشار البرلماني باسمه.

أما عن تأسيس ذراع نقابي، فهو قد يكون تعبيرا عن اليأس مما آل إليه الفعل النقابي، ومن إصرار مرتزقة العمل النقابي على تحويل الاتحاد المغربي للشغل إلى تجمع للمتقاعدين والأصدقاء، ولوبي المصالح، وحاضنة لناهبي المال العام، وللمتاجرين بمآسي الطبقة العاملة.

إن الإحباط واليأس وفقدان الأمل كلها أسباب قد تفسر دوافع التوجه والمبادرة إلى تأسيس تنظيم نقابي جديد، وإن كنت ضد الفكرة، لأن الأصل هو تطهير التنظيمات القائمة، وتعزيز الممارسة الديمقراطية، لإنهاء الأزمات التنظيمية، واستيعاب الجميع بدل الإقصاء و التهميش وإذكاء الحروب والصراعات التي يستفيد منها بعض “قادة” التنظيمات النقابية لإبقاء الوضع على ما هو عليه.

ما هي أهداف الاتحاد المغربي للشغل المستقل؟

أنا لست عضوا به أو ضمن النواة المؤسسة له، حتى أستطيع الحديث عن أهدافه. أرى بالعكس أن سؤال دوافع التأسيس هو الأهم في مثل هذه السياقات، لأن التنظيمات النقابية تلتقي في الكثير من الأهداف، وتختلف فقط في مقاربة أسلوب العمل واستراتيجية النضال، لتحقيق حد أدنى من مطالب وحقوق الطبقة الشغيلة.

وهنا ينبغي لنا أن لا ننسى محطة المؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد المغربي للشغل، الذي يعتبر فضيحة تاريخية بكل المقاييس، وكان أسوء محطة في تاريخ الاتحاد وعنوانا لتكريس العبث والالتصاق غير الشرعي وغير المشروع بالكرسي وانتهاكا صارخا للمبادئ التي تأسس عليها الاتحاد، حيث كان عبارة عن مسرحية رديئة الإخراج انتهت إلى تزكية اللاشرعية، وأنتجت لنا قيادة متقاعدة غير شرعية، كل همها هو الخلود في منصب الأمين العام، ولتذهب الطبقة العاملة وانتظاراتها إلى الجحيم.

ماهو مستقبلكم داخل الاتحاد المغربي للشغل ؟

‎إن طرح سؤال حول مستقبلي بالاتحاد المغربي للشغل، يقتضي التساؤل بصيغة أشمل، حول ما إذا كان لهذا التنظيم النقابي من مستقبل، هل سيستمر كما كان صرحا نقابيا في خدمة الطبقة العاملة، أم أنه سيتحول إلى تجمع للعلاقات العامة على قاعدة المصالح المشتركة لمن يمسكون بزمامه، أم أن إرادة التصحيح ستنتصر على التيار النفعي الانتهازي المكون من شيوخ حولوا النقابة إلى أصل تجاري.

‎أضف إلى ذلك، أن لا مستقبل لأي تنظيم نقابي بدون مناضلين، والواقع يؤكد اليوم، أن الجميع ينفض من حول التنظيم إلا من كانت له مصلحة شخصية، وهم قلة للأسف. أما عن مستقبلي الشخصي فما أنا إلا مثال حي لواقع الإقصاء و التآمر، والرغبة في الوصاية على الطاقات الشابة، وممارسة السلطة الأبوية لإجهاض الرأي المخالف ومحاصرته، لذلك لا أتصور أن الطبقة الشغيلة سترضى بهذا الوضع لوقت طويل، هناك استياء وتذمر سيترجم إلى رفض لهذه المنظومة النقابية الفاسدة التي تعيش وضعا هشا أكثر من أي وقت مضى.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة