باحث مغربي “يشكك” في “التضليل الإعلامي” لكل من أمريكا وإيران

في تعليق له على تداعيات القصف الإيراني على قاعدتين تستخدمهما قوات أمريكية في العراق، شكك الكاتب والباحث الأكاديمي، إدريس الكنبوري، في صحة ما يتداوله الطرفان (الأمريكي والإيراني) من أخبار، واصفاً ما يروجه الجانبان بأنه نوع من “المبالغات”.

وقال الكنبوري :”إنه من حيث التحقيق: جزء من الاعلام العالمي قال إن الضربات خلفت مقتل 80 أمريكيا، وجزء آخر قال إنه لم يصب أي أمريكي وإنما قتل جنود عراقيون فقط”.

وأضاف الكنبوري، في تدوينة نشرها، صباح اليوم (الأربعاء) على صفحتها الشخصية بموقع “فيسبوك”، تحت عنوان “إيران نفذت وعيدها وضربت قاعدتين عسكريتين في العراق ليلة أمس”، أن ترامب قال إنه يتم إحصاء الخسائر وأن كل شيء جيد في تغريدة له. واستغرب الكاتب قائلا: “كيف يتم التسرع في الحديث عن الضحايا من الطرف الآخر بينما لم يتم إحصاء الخسائر؟”.

وأوضح، أن “الحروب قد تستغرق شهرا أو شهرين وتنتهي المعارك العسكرية، لكن المعارك الإعلامية تستمر سنوات طويلات، وقد تحصل ضربة عسكرية في خمس دقائق، لكن الإعلام يوظفها خمسين عاما، مستطردا: “لذلك قد تكون هناك مبالغات من الجانبين. نظريا على الأقل لا يمكن قصف قواعد عسكرية أمريكية ولا يصاب أمريكي واحد”.

وتابع الباحث الأكاديمي: “من الناحية السياسية من الغباء أن يعترف الرئيس الأميركي بمقتل جنود أمريكيين خارج الأراضي الأمريكية، خصوصا في ظل انقسام داخلي وملاحقة ترامب قضائيا وتنامي المعارضة للتدخل الخارجي وللحرب مع إيران. أقول الحرب مع إيران، وليس ضد إيران، كما يقول بعض الإعلام العربي.

وأضاف، “قد نفهم من هذا فعلا أن ترامب لا يريد الحرب مع إيران. لماذا؟، لأن أمريكا عندما تريد حربا تضخم الخسائر، وأحيانا كثيرة تزورها، لكي تبرر الحرب. لكنها هذه المرة لم تفعل”.

وشدد المتحدث ذاته، “أن اليوم إيران قوية، ولديها نووي وصواريخ متقدمة وهي دولة عظمى بكل معنى الكلمة، لكن أمريكا لا تستطيع أن تفعل معها ما فعلت مع العراق. هناك مبررات حقيقية، لكن أمريكا لا تستطيع ضربها ولا يستطيع باول الذي كذب في العراق أن يقول الحقيقة في إيران”.

وحذر الكنبوري، في التدوينة ذاتها، من ظهور جماعات إرهابية تستغل الأوضاع المتوترة في المنطقة العربية وحالة الهيجان ضد الوجود الأمريكي وتنفذ عمليات إرهابية”.

وختم الباحث الأكاديمي تدوينته بالقول: “أعتقد أن من مصلحة العرب ان كانوا عقلاء التدخل واستثمار الوضع لاستعادة الحقوق العربية المهضومة، أعني حقوق الشعوب، والتقارب مع إيران، والحد من الهيمنة الأمريكية، وإعادة تحسين العلاقات مع شعوبهم بالتخلي عن قليل من الجشع والطمع. إنه برنامج مستحيل، لكن كل شيء ممكن على الورق، لم لا؟”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة