تسلمت الصحافية والكاتبة ذات الأصول المغربية سعاد المخنث، مؤخرا في لوس أنجلس، جائزة القيادة الدولية التي يمنحها المركز الأمريكي “سايمون فيزنتال”.
وتم منح الجائزة للصحافية، المزدادة في ألمانيا من أب مغربي وأم تركية، خلال حفل أقيم مؤخرا في متحف التسامح بحضور شخصيات من مشارب متنوعة.
وقال المركز الأمريكي: “لقد عرفت سعاد المخنث بعطائها الغزير وشجاعتها كصحافية وكاتبة”، مشيدا بشكل خاص بـ”دورها المحوري في حل قضية كبرى تتعلق بمجرم حرب نازي”.
وشاركت المخنث، التي سبق أن اشتغلت لحساب “نيويورك تايمز” و”هيرالد تريبيون” على الخصوص، في تحقيق نشر سنة 2014 حول آريبرت هايم، الذي لقب بـ”طبيب الموت” النازي في معسكر ماوتهاوزن، والذي كان أحد أبرز مجرمي الحرب المبحوث عنهم في العالم.
وانتقل هايم، الذي ظل فارا من العدالة طيلة نصف قرن، للاستقرار في القاهرة بهوية مزورة، منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي وحتى وفاته سنة 1992 عن عمر يناهز 78 عاما بسبب مرض السرطان.
وفي كلمة خلال هذا الحفل، قال الحاخام أبراهام كوبر، العميد المساعد ومدير برنامج بمركز “سايمون فيزنتال”، الذي يسلط الضوء على جرائم النازية ضد اليهود: “تعد سعاد المخنث نموذجا يحتذى به لملايين الأشخاص بصرف النظر عن عقيدتهم أو معتقداتهم أو جنسياتهم”.
من جهتها، استحضرت الصحافية والكاتبة المخنث مسارها كابنة لأبوين مهاجرين يعيشان في ألمانيا، وأيضا القيم التي تشربتها من عائلتها في المغرب، مبرزة كذلك الدور الذي لعبه الملك الراحل محمد الخامس في حماية الطائفة اليهودية إبان الاستعمار الفرنسي، حين رفض تطبيق قوانين فيشي وتسليم اليهود المغاربة للنظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية.
وقالت المخنث بهذا الخصوص: “كأمير للمؤمنين، وضع كل أتباع الديانات السماوية تحت حمايته، يهودا ومسيحيين ومسلمين، ومثل هذه المواقف لا ينبغي نسيانها حتى لو لم تتسق مع سياقنا الراهن”.
وأضافت سعاد: “أعيش حاليا في الولايات المتحدة، وأنا مندهشة من ردود فعل الناس حيال الهجمات المتطرفة، والتي تختلف حسب جنسية المعتدي”، متسائلة: “ألا ينتاب الناس الشعور نفسه بمعاداة السامية سواء كان المعتدي مسيحيا أو مزدادا في الولايات المتحدة أو تعلق الأمر بمهاجر أو مسلم؟”.
وتعمل سعاد المخنث مراسلة دولية وعضو فريق “قسم الأمن القومي” لصحيفة واشنطن بوست، حيث عالجت قضايا تهم تنامي التطرف والجماعات الإرهابية مثل “القاعدة” و”داعش” في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسبق أن حازت العديد من الجوائز والمكافئات، سواء عن تحقيقاتها الميدانية في العراق وأفغانستان والجزائر وليبيا، أو نظير كتاباتها الملهمة.
وصدرت للمخنث، وهي أول امرأة مسلمة تحصل على جائزة “دانييل بيرل” المرموقة سنة 2017 لشجاعتها ونزاهتها في مجال الصحافة، أربعة مؤلفات، بينها أفضل كتبها مبيعا على الصعيد العالمي “طلب مني المجيء لوحدي: رحلتي وراء خطوط الجهاد”، الذي تستعرض فيه تحقيقاتها المحفوفة بالمخاطر حول الإرهاب في جميع أنحاء العالم.