بوطيب يترشح للأمانة العامة لـ”البام”

أعلن عبد السلام بوطيب، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، ورئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، عن ترشحه رسميا لخلافة حكيم بنشماش على رأس الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة.

وكشف بوطيب في رسالة توصل إحاطة.ما على نسخة منها، وجهها إلى مناضلي ومناضلات الحزب والمتعاطفين معه، حيثيات ترشحه للأمانة العامة للحزب، وذلك تزامنا مع المؤتمر الرابع للحزب، الذي سينعقد في أقل من أسبوعين، مؤكدا أنه سيعلن ترشحه من مدينة الحسيمة.

وقال بوطيب الحائز على جائزة “ايميليو كاستلار لحقوق الانسان والبناء الديمقراطي والدفاع عن الحريات، “إن بلادنا العزيزة، ستشهد في أقل من أسبوعين حدثا سياسيا كبيرا، ألا و هو انعقاد المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة. وبالرغم من الأزمة الحادة التي مر بها حزبنا في الأشهر الأخيرة، وهي الأزمة التي كادت تأتي على وحدته، فمن المؤكد أن المغاربة قاطبة سيتابعون أطوار هذا المؤتمر، وسيتطلعون إلى نتائجه، وسينتظرون أسماء قادته”.

وأضاف عبد السلام بوطيب في رسالته الموجهة إلى مناضلي ومناضلات الحزب، “نعبر بوضوح عن رغبتنا الأكيدة في قيادة مشروعنا الحزبي مستقبلا، وأجد نفسي مضطرا، لتذكيركم، بأن حديث العقلاء في السياسية يجب أن ينطلق، دائما، من وضع كل الأحداث السياسية التي يتناولها في سياقها التاريخي، وإلا سيتحول الكلام في السياسية إلى مجرد لغو لا طائل من ورائه”.

وأوضح بوطيب أن مناسبة إعلان الترشح للأمانة العامة للحزب تستوجب ردا سريعا على بعض المغالطات المرتبطة بسياق نشأة الحزب وعلاقته بالدولة وبالمحيط الحزبي وبالإسلام السياسي.

وشدد المتحدث ذاته، على “أن حزب “البام” قد أخفق في تنزيل شعاره السياسي وسند وجوده المتعلق بممارسة السياسة بشكل مغاير، مؤكدا أن هذا الفشل مرتبط، أساسا، بعدم تحديد مفهوم المسؤولية داخل الحزب وغياب ربط المسؤولية بالمحاسبة”.

وحدد بوطيب إخفاقات الحزب في عدد من النقاط، أبرزها الإخفاق المرتبط بإعادة الاعتبار للعمل السياسي بمعناه النبيل، والإخفاق المرتبط بالوفاء لمقولة التأسيس المتمثلة في ممارسة السياسة بشكل مغاير في إطار رؤية مرتكزة على جدلية الاندماج والانفتاح، والإخفاق في الدفع بجيل جديد من الفاعلين إلى الحقل السياسي الوطني، وبإبداع طرق مبتكرة للتواصل مع المواطنين، ثم الإخفاق المرتبط في المساهمة في تخليق الحياة الحزبية والسياسية، والاستجابة لرغبة النخب والفعاليات الجديدة.

وأضاف بوطيب، “أول التزام أتقدم به أمام مناضلي و مناضلات حزبنا هو الاشتغال كفريق واحد متعدد الاختصاصات، حيث لا مجال إلا للكفاءات السياسية والفكرية الحقيقية للحزب، ولا مجال للذاتية واتخاذ المواقف بشكل انفرادي دون الرجوع إلى ما تنص عليه قوانين الحزب”.

وأكد عضو المجلس الوطني لـ”البام”، “أن بناء علاقات ديمقراطية داخل الحزب على أسس ديمقراطية داخلية، وبعيدا عن منطق تعيين المقربين، وترضية الخواطر، صيرورة تتطلب أولا التغلب أساسا على إرث الماضي المتميز في كثير من محطاته بالفردانية والتغييب الكلي للديمقراطية الداخلية، والاستغناء، بل تهميش الاخر المختلف فكريا و منهجيا”.

كما أكد بوطيب “التزامه بالعمل على توسيع وتنويع عروض العضوية الحزبية وتفعيل وضع المناصرين، وإعادة بناء هيكلة البنيات الترابية والهيئات القطاعية والمهنية للحزب بأسرع وقت ممكن لايقاف النزيف الذي تسببت فيه الاضطرابات التنظمية التي عرفها الحزب أخيرا”.

ولتحقيق كل هذا، يضيف عبد السلام بوطيب، “يتطلب الأمر تعريف مفهوم المسؤولية وإشاعة قيم وثقافة التدبير الديمقراطي للاختلاف”، مشيرا إلى “أن تفعيل خارطة الطريق ليس بالأمر الهين، نظرا للإرث الثقيل الذي تركه فينا التناوب على موقع الأمانة العامة للحزب منذ فترة التأسيس، إلا أن تفعيلها ليس بالمستحيل كذلك، فيكفي وجود ما أشرت إليه أعلاه من أجل إحداث بعض القطائع الضرورية مع بعض الهفوات التي أساءت للحزب منذ نشأته إلى اليوم”.

وطالب بوطيب في الرسالة ذاتها، مناضلي ومناضلات الحزب، “العمل بجد لإعادة الحزب إلى سكته الطبيعية ليقوم بدوره التاريخي والحضاري، ويكون مستعدا للمساهمة في بلورة وأجرأة مضامين النموذج التنموي الجديد، في شكل سياسات عمومية واقعية تساهم في الاستجابة لمتطلبات الفئات الاجتماعية التي تستفد من ثمار النمو، مما سيجعله قادرا على المساهمة في البناء التشاركي للأوراش الكبرى التي تعرفها بلادنا، وهو الإسهام الذي يجب أن يقوم على مبادئ أساسية مستمدة من التوجهات الفكرية للحزب ورؤيته الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن النزوعات التحريفية الغارقة في الانتهازية”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة