أظهرت دراستان طبيتان جديدتان أن الفيروس التاجي الجديد المعروف بـ“كورونا”، والذي ينتشر بسرعة في الصين والدول المجاورة، يبدو أنه يثير أعراضا مشابهة لتلك التي رُصدت خلال تفشي فيروس الالتهاب الرئوي الحاد ”سارس“ في عام 2003.
وكانت مجلة ”ذا لانسيت“ الطبية، نشرت هذه الدراسات السريرية، والتي تعد من الدراسات الأولى التي أجريت على المرضى الذين أصابهم فيروس كورونا، المعروف باسم 2019 -nCoV.
وبالتزامن مع الإجراءات العالمية لمحاولة وقف تقدم الفيروس، أعلن مسؤولون في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يوم الجمعة، عن حالة أمريكية ثانية مصابة بالفيروس لرجل، بولاية إلينوي، علما أن الحالة الأولى كانت لرجل أيضا بواشنطن.
وقال مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن كلا المريضين قد عادا من السفر إلى الصين، ويجري متابعتهما في الوقت الحالي.
وركزت الدراستان على فحص مسار العدوى في بعض الحالات الأولى لفيروس كورونا، وفي إحدى الدراسات، لاحظ الباحثون السجلات السريرية والنتائج المختبرية ونتائج التصوير والبيانات الوبائية لأول 41 شخصا مصابا دخلوا المستشفى في ووهان بين 16 ديسمبر 2019 و2 يناير 2020.
وكان المرضى عادة في منتصف العمر (متوسط العمر 49 عاما)، وكان ثلاثة أرباعهم من الرجال، وزار ثلثاهم سوقا محلية للمأكولات البحرية يُعتقد أنه المكان الذي نشأ فيه الفيروس.
وعلى غرار تفشي مرض ”السارس“ في الصين عام 2003، كان معظم المرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا أصحاء، دون أي مشاكل صحية مزمنة.
وقال الباحثون الصينيون بقيادة بن تساو من مستشفى الصداقة الصيني الياباني وجامعة العاصمة الطبية وكليهما في بكين، أن الأعراض تشبه أيضا فيروس ”سارس“.
وأضافوا أنه ”على الرغم من اشتراك بعض الأعراض المماثلة للسارس (مثل الحمى والسعال الجاف وضيق في التنفس)، إلا أن هناك بعض الاختلافات المهمة بينه وبين كورونا“.
وقال بن تساو في بيان صحفي لمجلة ”ذا لانسيت“، ”على سبيل المثال، لم يكن لدى الأشخاص المصابين بالفيروس الجديد سيلان بالأنف، أو أعراض أخرى تتعلق بالجهاز التنفسي العلوي، وقليلون جدا منهم لديهم أعراض معوية مثل الإسهال، الذي حدث في نحو ربع مرضى السارس“.
وكان جميع المرضى الذين دخلوا المستشفى قد أصيبوا بالالتهاب الرئوي، وجميعهم تقريبا (98%) أصيب بحمى، كما ضرب السعال ثلاثة أرباعهم، حيث شعر 44 ٪ منهم بالإرهاق، و55 ٪ بضيق في التنفس. ومع ذلك، كانت هناك أعراض مثل الصداع أو الإسهال النادرة.