تستحق الدورة 26 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء أن تكون أسوأ دورة عرفها المعرض الدولي، بل إنها دورة تسائل كينونة هذه المناسبة السنوية التي من المفروض أن تحتفي بالكتاب، وتكون بالتالي موعدا ثقافيا أساسيا في الخريطة الثقافية للمملكة وللمنطقة برمتها. وستكون وزارة الثقافة والشباب والرياضة قد دقت في دورة 2020 آخر مسمار في نعش المعرض، الذي أصبحت هذه التسمية لا تتناسب معه.
ومن هذا المنطلق أصبح من المشروع أن نتساءل: ما الذي حول هذه المناسبة إلى سوق للمتلاشيات؟ ما الذي جعل معرض الدار البيضاء بعيدا عما يصنع معرضا محترما؟
إن ما يصنع حدثا ثقافيا مرموقا هم الضيوف المثقفون من طينة عالية، والإصدارات أولى القيمة، والفضاء اللائق مع التنظيم المحكم. في حين لا شيء من كل هذا يتوفر في معرض الكتاب: لا ضيوف كبار، ولا إصدارات مهمة، وفضاء يليق بالخردة.
سيصبح هذا الواقع المزري أمرا عاديا وطبيعيا اذا عرفنا أن مسؤولية المعرض انتقلت من حسن الوزاني إلى سيدة تدعى لطيفة مفتقر، تفتقر الى أبسط مقومات التكوين والتواصل.
فالقادمة الجديدة تسلقت من منصب موظفة في قسم التعاون الدولي والعلاقات الخارجية لوزارة الثقافة ثم مديرة لمديرية جهة الرباط سلا القنيطرة إلى مديرة مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات بقدرة قادر.
وما معرض الكتاب سوى أول امتحان للسيدة المحظوظة لكنه مناسبة، أيضا، جعلت زملاءها في الوزارة يشتكون عجرفتها، وعدم درايتها، وقلة تواصلها حيث قال أحدهم: ما كاتخدم ما تخلي لي يخدم.
وهو مناسبة، أيضا لتتقدم منابر إعلامية بشكاية إلى نقابة الصحافة تشكو فيها عجرفة السيدة المحظوظة وسوء تعاملها مع الصحافيات والصحافيين.
إن الوزير مطالب، اليوم، بالتعامل مع معرض الكتاب بالجدية اللازمة، وإلا فمن الاحسن إعلان وفاة هذه المناسبة الثقافية التي تحولت إلى شوهة حقيقية أو كما قال أحد الظرفاء: مجرد مجزرة بيئية تباد فيها آلاف الاشجار.. والحقيقة أنه تباد فيها الكفاءات لصالح من “خالته في العرس”.