في رد على تصريحات وتدخل برلمانيين هولنديين في الشؤون الداخلية للمغرب، خاصة في علاقة مع أحداث الحسيمة والريف عموما، قال الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، خلال استقباله وفدا برلمانيا من هولندا إن “المغرب بلد ذو سيادة ولا يسمح لأي طرف أن يتدخل في شؤونه الداخلية”.
واستقبل الحبيب المالكي، الاثنين 24 فبراير 2020 بمقر المجلس، HAYKE VELDMAN نائب رئيس لجنة التجارة الخارجية والتعاون من أجل التنمية بمجلس النواب الهولندي، والذي يزور المغرب، حاليا، على رأس وفد من أعضاء اللجنة.
واعتبر رئيس مجلس النواب، في مستهل هذا اللقاء، أن زيارة الوفد البرلماني الهولندي للمملكة ستساهم في تطوير العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين بين البلدين، مثمنا العلاقات التاريخية العريقة التي تجمع المغرب وهولندا، وقال “علينا أن نحافظ على الرصيد التاريخي لعلاقاتنا من أجل فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي”.
وأوضح المالكي أن أوروبا تمر بمرحلة مفصلية في تاريخها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن الانكباب على إيجاد الحلول للمشاكل التي تعاني منها يشكل أولوية للبلدان الأوروبية، ومشيرا إلى الانعكاسات المتعددة لهذا الوضع على الضفة الجنوبية لحوض المتوسط. وأضاف “هولندا باعتبارها من مؤسسي الاتحاد الأوروبي معنية أكثر من غيرها بهذا الموضوع الذي ينبغي أن يحظى بالأسبقية مقارنة مع مواضيع لا تعنيها تخص دولا أخرى”.
وكشف رئيس مجلس النواب جهل عدد من البرلمانيين بهولندا بحقيقة الأوضاع السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية بالمملكة، مستنكرا غياب الموضوعية وطغيان الهواجس الانتخابية عند بعضهم.
وشدد على أن المغرب شريك استراتيجي لأوروبا، ويساهم في المحافظة على أمنها، وهو بلد صديق لكل البلدان الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان، وأضاف “نحن نومن بالحوار الديمقراطي، والمغرب بلد ذو سيادة ولا يسمح لأي طرف أن يتدخل في شؤونه الداخلية، ويجب علينا جميعا كبرلمانيين العمل من أجل استرجاع الثقة وتعزيز العلاقات بين البلدين”.
واستعرض المالكي بالمناسبة أبرز الأوراش التنموية ببلادنا مشيرا إلى التوجه الاستراتيجي للمملكة في إرساء تنمية مستدامة عبر استعمال الطاقات المتجددة وحسن تدبير المياه وتدشين جيل جديد من الإصلاحات في القطاع الفلاحي وتثمين الغابات ومحاربة التصحر. ولفت إلى أن جهود المملكة في تحسين مناخ الأعمال مكنت المغرب من التقدم بسبع درجات واحتلال الرتبة 53 حسب التقرير الأخير الذي أصدره البنك الدولي في مجال الأعمال مقارنة مع السنة السابقة.
من جهته، أكد نائب رئيس لجنة التجارة الخارجية والتعاون من أجل التنمية بمجلس النواب الهولندي أن زيارته الحالية رفقة أعضاء اللجنة للمملكة تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية في المجال التجاري على الخصوص، وأردف “نريد استكشاف آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بالبلدين ونطمح أن نكون شركاء معكم”.
وأشاد HAYKE VELDMAN بالتقدم الملحوظ للمغرب في مجال مناخ الأعمال، مسجلا أهمية تعزيز الثقة بين البلدين بما يخدم مسار توطيد التعاون بينهما.
وأعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم بالطفرة الاقتصادية التي تعرفها المملكة ودورها في محاربة الإرهاب وجهودها في تحقيق التنمية المستدامة.
حضر هذا اللقاء على الخصوص، سفيرة هولندا بالرباط Désirée Bonis، ورئيس لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب سعيد شبعتو.
يذكر أن وفدا برلمانيا هولنديا، قام بزيارة خاصة لمدينة الحسيمة، التقى خلالها عددا من الفاعلين السياسيين، والحقوقيين، المؤيدين لأحداث الريف، مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، ونبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، وجه على إثرها مراسلة إلى وزير الخارجية الهولندي.
وقامت البرلمانيتان الهولنديتان، ساديت كارابولوت، وليليان مارينسن، المنتميتين للحزب الاشتراكي الهولندي، تقدمتا في تقرير، أصدرتاه، أخيرا، عقب زيارتهما للريف، إنه مباشرة بعد وصولهما إلى هولندا عائدتين من الحسيمة، وجهتا مراسلة إلى وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، تضم عشرين سؤالا مرتبطا بموقف هولندا من الإجراءات، التي اتخذتها السلطات المغربية لإخماد “حراك” الريف.
وطالب الوفد البرلماني الهولندي ستيف بلوك، بكشف موقفه من المحاكمات، التي طالت المشاركين في أحداث الريف، ومدى استعداده للحديث علنا عن قضية حديث الريف، وتبنيه لمطلب إطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية هذا الملف.