مع بداية العد العكسي لنهاية البطولة الاحترافية تبرز ممارسات مفضوحة تسيء لكرة القدم الوطنية، حيث يشرع بعض السماسرة في التحرك للتلاعب والحسم في نتائج بعض المباريات الحاسمة، سواء على مستوى القمة، الفرق المتنافسة على اللقب، والمراكز المؤهلة للمشاركة في المباريات القارية والجهوية (عصبة الأبطال الإفريقية وكأس الكاف أو كأس الأندية العربية البطلة) بالنسبة لدوري الدرجة الأولى، والصعود بالنسبة للدرجة الثانية أو على مستوى أسفل الترتيب، حيث تتنافس الفرق على البقاء في الدرجة نفسها، وعدم السقوط للدرجة الأدنى.
وإذا كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد حسمت الأمر، على الأقل، بالنسبة للدرجة الأولى، وقطعت الطريق أمام السماسرة والمتلاعبين، إلى حدما، باستخدام تقنية “الفار”، فإن البطولة الوطنية الاحترافية مازالت تشوب بعض مبارياتها شكوك، خاصة أن بعض الحكام، الذين تمادوا في الأخطاء، ورغم احتجاجات الفرق، ومعاقبتهم، أحيانا، يجدون أنفسهم معينين لقيادة مباريات حاسمة، قد تعصف بآمل فرق تكد من أجل حصد نتائج إيجابية، لك تجد نفسها يوم المباراة ضحية أخطاء تحكيمية مفضوحة، تفسد عليها ما أعدته على مدى أسبوع، وكأنها تسكب الماء على الرمل.
وهنا يطرح التساؤل حول من وراء تعيين هؤلاء الحكام الذين لا تنتهي مباراة قادوها إلا وطالتهم الاحتجاجات، بل هناك من طاله التوقيف نتيجة أخطائه التحكيمية، مثل الحكم محمد البارودي، ويوسف الهراوي، ومحمد بلوط، الذي عين هذا الأسبوع لقيادة مباراة شباب أطلس خنيفرة أمام نادي الاتحاد الرياضي البيضاوي.
وعلى ذكر الحكم بلوط فهذه ثالث مباراة يقودها لشباب أطلس خنيفرة، بعد مباراة الاتحاد الزموري للخميسات، التي أثارت الجدل بعد إعلانه ضربة جزاء لصالح خنيفرة، ومباراة الكوكب المراكشي.
والملاحظ أن الحكام الذين يطالهم الاحتجاج، نتيجة أخطاء واضحة، ينالون تنقيطا إيجابيا من طرف مراقبي الحكام، ما يثير أكثر من علامة الاستفهام، ويفرض على الجامعة، وخاصة الرئيس، فوزي لقجع الانتباه لهذه المسألة عملا بالمثل الشائع لا دخان دون نار، وبالتالي على الأقل، مع نهاية الموسم بعث مراقبين محايدين، لمتابعة المباريات ورفع تقارير إلى الجامعة، قد تفضح بعض الممارسات وتنهي معها، خاصة مباريات المنافسة على الصعود، ومباريات الفرق المتنافسة على تفادي الهبوط، من أجل حماية سمعة الكرة المغربية.
ومن بين المباريات التي يفرض على رئيس الجامعة فوزي لقجع متابعتها ومراقبتها وإرسال لجان خاصة لمتابعتها، مباريات شباب أطلس خنيفرة أمام الاتحاد البيضاوي، وشباب بن جرير ضد المغرب الفاسي، والاتحاد الزموري للخميسات أمام الاتحاد القاسمي، ونادي الشباب السالمي ضد شباب الريف الحسيمي، ووداد فاس أمام وداد تمارة، لكي توضح الجامعة حرصها التام على نزاهة وشفافية مباريات البطولة الاحترافية.