على طول كل من شارعي الحسن الثاني والجيش الملكي مرورا بالحي الطلابي الشهير أولاد حمدان، تبدو طرقات بني ملال شبه مهجورة بسبب الخوف من الإصابة بفيروس “كورونا”، إذ لم يعد هناك من خيار آخر سبيلا للحد من الوباء واحتواء هذا الخطر المحدق.
فالملاليون، المتفائلون بطبعهم، لا يمزحون مع الإجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات الحكومية في محاولة لوقف أي موجة متزايدة لحالات الإصابة بفيروس كورونا الذي أصاب لغاية اليوم 38 شخصا غالبيتهم الكبرى وافدون من الخارج.
المطاعم والمقاهي مغلقة والأماكن العامة مهجورة. هذه هي صور بني ملال بعد يوم من إعلان وزارة الداخلية إغلاق المقاهي والمطاعم والقاعات السينمائية والمسارح وقاعات الحفلات والاندية والقاعات الرياضية والحمامات وقاعات الالعاب وملاعب القرب في وجه العموم وحتى اشعار اخر، وذلك في إطار الإجراءات والتدابير الوقائية المتخذة لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا المتجدد في البلاد.
لقد تجاوب الملاليون مع التدابير الحكومية الدقيقة والواضحة حيث قدموا المثال في المواطنة، من خلال تجنب التنقلات غير الضرورية والحرص على تجنب الاتصال المباشر.
في هذا السياق يرى مروان،وهو محاسب 33 سنة أنه “ليس هناك من خيارات أخرى لاحتواء هذه الأزمة الصحية. لذا يتعين على الناس البقاء في منازلهم ، وتجنب الاتصالات المباشرة، وقبل كل شيء انتظار أخبار جيدة…”.
وقال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن السلطات المغربية لا تدخر جهدا للقضاء على هذا الفيروس الماحق. لذا يتعين على المواطنين أن يثقوا بنظامنا الصحي، الذي أظهر حتى الآن أنه قادر على التعامل مع مثل هذه الأزمة على المدى الطويل، مشيرا إلى أن الامتثال الصارم لتعليمات وزارتي الداخلية والصحة كفيل وحده بتغيير الوضع.
لقد أعرب الملاليون عن تقديرهم للإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة والتي من شأنها تعزيز وضمان أمنهم الصحي وتجاوز هذه المرحلة العصيبة.
وفي هذا السياق اتخذت السلطات على مستوى أقاليم جهة بني ملال -خنيفرة مجموعة من التدابير الاستباقية والمباشرة في إطار إجراءات اليقضة والوقاية من انتشار فيروس كورونا.
وتشمل هذه الإجراءات الوقائية المتابعة اليومية للعديد من الأشخاص المشتبه في كونهم على اتصال بأشخاص آخرين يشتبه في كونهم يحملون الفيروس المذكور، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة الصحية في مطار بني ملال الدولي وتنظيم حملات لرش المبيدات والتعقيم شملت الإدارات العمومية ومحطات الحافلات وسيارات الأجرة.
كما كثفت السلطات المحلية في بني ملال – خنيفرة دوريات مراقبة ورصد حالة تموين الأسواق المحلية بالمواد الغذائية الأساسية ، ومراقبة الأسعار ومحاربة جميع أشكال الاحتكار، والمضاربة في المواد الغذائية.
وبالإضافة إلى ذلك، تم أمس الاثنين إطلاق عملية تعقيم وتطهير واسعة لوسائل النقل العمومية في كل من مدن بني ملال وخنيفرة وأزيلال وخريبكة والفقيه بن صالح ، في إطار هذه الإجراءات والتدابير الوقائية.
وتهدف هذه العمليات الواسعة النطاق التي قامت بها المكاتب الصحية الجماعية إلى تأمين الأمن الصحي للمواطنين الذين يستعملون وسائل النقل المختلفة ، من قبيل سيارات الأجرة والحافلات العمومية.
كما عقدت السلطات المحلية باقليم أزيلال أمس الاثنين اجتماعا خصص لبحث التدابير الاحترازية لمواجهة أي تفشي محتمل لوباء كورونا (كوفيد-19).
وألح عامل الإقليم محمد عطفاوي ، خلال هذا الاجتماع، على ضرورة تعقيم الأماكن العمومية بكل الجماعات الترابية ومحطات الطاكسيات والحافلات والحرص على النظافة ومراقبة الأسواق الأسبوعية وزجر ارتفاع الأسعار والمضاربات.
كما شدد على ضرورة التصدي لكل ما من شأنه المساس بالأمن الغذائي للساكنة على مستوى الإقليم، ومراقبة كل نقط التزود بالمواد الغذائية والأساسية من أسواق ومراكز تجارية، ومحاربة الاحتكار والمضاربة في الأسعار.
بالموزاة مع ذلك شرعت السلطات المحلية في عمليات تطهير وتعقيم المنشآت والمؤسسات العمومية بالمدينة، وذلك بهدف تحسين شروط السلامة الصحية للمواطنين وتفادي انتشار محتمل لهذا الوباء