انخفض عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد في ووهان، المدينة الأكثر تضررا بالوباء وبؤرة انتشار الفيروس، إلى الصفر، بعد تعافي جميع حالات الإصابة بكوفيد-19 أمس الأحد وخروج آخر المرضى من مستشفيات ووهان.
وذكر تلفزيون الصين المركزي “سي سي تي في”، اليوم الاثنين، أن ذلك يأتي بعد استيفاء آخر 12 مريضا مصابا بفيروس كورونا الجديد معايير الخروج من المستشفى، حيث سيتم نقلهم إلى أماكن مخصصة للحجر الصحي لمدة 14 يوما، مشيرا إلى أن هذه النتجية تحققت بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر من الكفاح الشاق المتواصل.
ونقل التلفزيون عن نائبة مدير مكتب الإدارة الطبية للجنة الصحة الوطنية، جياو يا هوي، قولها “لقد تماثل جميع المصابين بفيروس كورونا الجديد في المستشفيات للشفاء. وبالنسبة لأولئك الذين لا زال لديهم بعض الأمراض الأساسية الأخرى، فإنهم سيستمرون في تلقي العلاج المناسب لها”.
وأضافت جياو “انخفض عدد مرضى فيروس كورونا الجديد في المستشفيات في ووهان إلى الصفر، ما يمثل انتصارا كبيرا في عملنا العلاجي الطبي في هذه المرحلة. أشعر بالإنجاز والفخر. أنا فخورة بطاقمنا الطبي في جميع أنحاء البلاد”.
وذكرت “قمنا بتعبئة العمال الطبيين من جميع أنحاء البلاد لمساعدة ووهان لتمكين جميع المرضى من الحصول على العلاج. لقد ساهمت مزايا نظامنا والجهود المشتركة للطاقم الطبي في تحقيق مثل هذه النتيجة الجيدة”، مشيرة إلى أنه تم زيادة أسرة المستشفيات بسرعة وتصنيف المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة وشديدة، حيث ثم تم إرسال المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى المستشفيات المؤقتة، في حين تم علاج المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة في المستشفيات المخصصة.
وحسب التلفزيون، فقد جاء الانتصار من خلال العمل الشاق الذي قام به 110 آلاف عامل طبي في ووهان و42 ألف آخرين قدموا من جميع أنحاء البلاد. كما يُعزى ذلك إلى إنشاء المستشفيات المؤقتة في الوقت المناسب، وتوفير العلاج المناسب من قبل 55 مستشفى مخصصا.
وأبلغت ووهان عن ما مجموعه 50333 حالة مؤكدة و3869 حالة وفاة، فيما تجاوز معدل الشفاء 92 في المائة.
ومع انخفاض عدد حالات الإصابة بالفيروس في ووهان إلى الصفر، سيتوجه بعض الخبراء الطبيين في العناية المركزة إلى مقاطعة هيلونغجيانغ التي تتعرض حاليا لضغوط نتيجة ارتفاع عدد حالات الاصابة الوافدة من الخارج، من أجل تبادل خبراتهم.
وفي هذا السياق، قالت جياو إنه “لا تزال هيلونغجيانغ تحت ضغط كبير لمنع الحالات القادمة من الخارج وعودة ظهور الوباء في داخلها. ومن بين الحالات الوافدة والحالات المحلية الناجمة عن الحالات الوافدة، هناك مرضى في حالة خطيرة”، مضيفة نأمل أن يتمكن الخبراء، الذين واجهوا مثل هذه المشاكل في المراحل الأولى من تفشي الوباء في ووهان، من جلب تجاربهم إلى هيلونغجيانغ والمساعدة على تجنب تكرار أخطاء مماثلة.
وأضافت “أعتقد أنهم سوف يلعبون دورا حاسما ليس فقط في علاج المرضى، بما في ذلك مرضى الحالات الحرجة، ولكن أيضا في إدارة الفحص المسبق وتصنيف المرضى وتشخيص الحمى ومكافحة العدوى في المستشفى”.
وتعود الحياة تدريجيا إلى طبيعتها، حيث وصل معدل استئناف العمل للشركات الصناعية الكبرى في هوبي إلى 98,2 في المائة وعاد معظم موظفيها إلى العمل، بينما سيتم فتح المدارس قريبا، ومن المتوقع أن يستأنف تلاميذ فصل التخرج من المدرسة الثانوية في مقاطعة هوبي دراستهم يوم 6 ماي.
وذكر المسؤولون أن الخطوة التالية تتطلب من ووهان أن تظل يقظة بشأن الحالات الوافدة من الخارج، وأن تمنع عودة تفشي الوباء المحلي.