في إطار التدابير الاحترازية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وخلال فترة الطوارئ الصحية، أطلقت عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي عملية إيواء الأشخاص المتخلى عنهم أو دون مأوى.
وجاءت هذه المبادرة، بتظافر جهود السلطات المحلية، وبتنسيق بين عدد من المصالح الخارجية (المديرية الإقليمية لوزارة الصحة، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المديرية الإقليمية لوزارة الشبيبة والرياضة) إذ تم في بداية هذه العملية تخصيص المؤسسة التعليمية المغلقة عثمان بن عفان بعين السبع لاستقبال ورعاية هذه الشريحة من المواطنين، الذين كانوا يتخذون من الشارع مأوى لهم، حيث وصل عددهم إلى 93 من النساء والرجال.
وبعد ذلك تم تخصيص مركز إيطو لاستقبال النساء والفتيات في وضعية صعبة بدرب مولاي الشريف الحي المحمدي، من أجل إيواء فئة النساء المتخلى عنهن أو من هن في وضعية الشارع، حيث وصل عددهن إلى 16 امرأة.
وبالتالي أصبحت المؤسسة التعليمة المغلقة عثمان بن عفان بعين السبع خاصة باستقبال فئة الرجال دون مأوى، ومركز إيطو لاستقبال النساء والفتيات في وضعية صعبة بدرب مولاي الشريف الحي المحمدي لفئة النساء دون مأوى.
ويعمل هذان الفضاءات على تقديم خدمات الإيواء والمطعمة للنزلاء، وتوفير شروط إقامة تحفظ كرامتهم وإنسانيتهم في ظروف إنسانية مريحة، حيث يتمتعون بالإضافة إلى المأكل والاستحمام والتطبيب، إلى الانخراط في أنشطة ترفيهية، تضفي على إقامتهم نوعا من البعد العائلي الحميمي، فيما تشرف جمعيات المجتمع المدني على تأطيرهم وتهيئهم للاندماج في حياة أسرية عادية والحيلولة دون رجوعهم للشارع.
ولمواكبة هذه الشريحة من المواطنين، خصصت مصالح هذه العمالة، اعتمادات مالية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، للتكفل بهم، وذلك وفق تعاقد مع جمعيات محلية لها دراية بمواكبة الاشتغال مع هذه الفئة الهشة. (جمعية الظل الوارف بمؤسسة عثمان بن عفان، وجمعية ماما عائشة وجمعية ماما عزيزة بمركز ايطو).