في جنازة مهيبة، أكد القس آل شاربتون أن عائلة جورج فلويد ستقود مسيرة إلى واشنطن في ذكرى خطاب “لديّ حلم” الذي ألقاه مارتن لوثر كينغ عام 1963، فيما يتحوّل فلويد أكثر وأكثر إلى رمز عبر العالم ضد الكراهية.
تحول جورج فلويد من رجل عادي إلى رمز لحركة يمكنها أن تغير العالم، وفق ما قاله مشيعون في جنازته التي بثت على مدى أربع ساعات على الهواء مباشرة على كل شبكات التلفزيون الأمريكية الرئيسية من كنيسة بمدينة هيوستون التي ترعرع فيها فلويد.
وحث أفراد عائلة الراحل ورجال الدين والساسة الشعب الأمريكي على تحويل الحزن والغضب على وفاته إلى لحظة حساب للأمة. وقد أجريت مراسم التشييع بعد أسبوعين من وفاة فلويد التي سجلها أحد المارة بالفيديو.
وحضر حوالي 2500 شخص الجنازة التي أعقبت مراسم تأبين الأسبوع الماضي في منيابوليس حيث عاش فلويد سنواته الأخيرة. وقالت بروكلين ويليامز ابنة أخته خلال مراسم التأبين “يمكنني التنفس. ما دمت أتنفس، فسوف تتحقق العدالة… هذه ليست مجرد جريمة قتل، بل جريمة كراهية”.
ووصف القس آل شاربتون، وهو ناشط بارز في مجال الحقوق المدنية ومعلق تلفزيوني، فلويد بأنه “أخ عادي” ترك إرثاً عظيماً رغم أوجه القصور التي منعته من تحقيق كل ما كان يصبو إليه ذات يوم، مضيفاً أن أن عائلة فلويد ستقود مسيرة إلى واشنطن يجري تنظيمها في 28 غشت لإحياء الذكرى الـ 57 لخطاب “لديّ حلم” الذي ألقاه مارتن لوثر كينغ عام 1963.
وتحدث شقيقه الأصغر تيرينس فلويد عن استيقاظه في منتصف الليل في الأيام الأخيرة وهو يشعر بصدمة نفسية بعدما رأى شقيقه الأكبر وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فيما قال شقيقه الأكبر فيلونيس وهو يبكي وقد اعتصره الحزن “كان جورج رجلي الخارق بصفة شخصية”.
وتسبّت وفاة فلويد باحتجاجات واسعة داخل أمريكا وخارجها، إذ بيّن الفيديو كيف ضغط شرطي أبيض بركبته على رقبة فلويد لقرابة تسع دقائق، بينما كان مكبلا وأعزل على أرض شارع في مدينة منيابوليس وهو يجاهد لالتقاط النفس ويتأوه طلباً للمساعدة ويقول “لا أستطيع التنفس” قبل أن يختفي صوته.
وخاطب جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة التي تجرى في الثالث من نونبر المقبل، مراسم التأبين عبر الإنترنت، وعبر عن أسفه أن “كثيراً من الأمريكيين السود يستيقظون وهم يعلمون أنهم قد يفقدوا أرواحهم خلال عيشهم لحياتهم فحسب”.
ويواجه ديريك تشوفين (44 عاما) الشرطي الذي جثم بركبته على رقبة فلويد تهمة القتل من الدرجة الثانية بينما وجهت لثلاثة آخرين تهمة المساعدة والتحريض على قتل فلويد في 25 ماي الماضي. وقد أقيلوا جميعاً بعد يوم من الواقعة.
وباتت كلمات فلويد الأخيرة صرخة احتجاج في مظاهرات غاضبة على مستوى العالم شارك فيها عشرات الآلاف رغم المخاطر الصحية في ظل جائحة فيروس كورونا، للمطالبة بالعدالة لفلويد وإنهاء سوء معاملة سلطات إنفاذ القانون للأقليات في الولايات المتحدة.