رغم المخاوف التي تنتاب مرتادي القاعات الرياضية من الإصابة بفيروس كورونا، الذي تسبب لمختلف الأنشطة الرياضية بالشلل التام عبر العالم، إلا أن العديد منهم يتوقون للعودة إلى نشاطهم البدني المعتاد.
ومع تخفيف القيود أو رفعها في الكثير من مدن المملكة، وعودة الحياة شيئا فشيئا إلى وتيرتها الطبيعية على غرار باقي بلدان العالم، التي عانت الأمرين من تفشي الوباء، يحاول الكثير من الأشخاص استئناف روتينهم اليومي الذي يتضمن الذهاب إلى القاعات الرياضية.
وتطرح العودة إلى ممارسة الأنشطة الرياضية داخل هذه الفضاءات عدة تساؤلات عن مدى خطورة الذهاب إلى قاعة الألعاب الرياضية في الوقت الحالي، والمعايير المطبقة للحفاظ على نظافة المكان، وهل يتم استخدام مواد التعقيم المعتمدة؟
وأمام هذه المخاوف، التي يذكيها الارتفاع في أعداد المصابين بالفيروس من جديد وسرعة انتشاره، يلجأ الكثيرون إلى الركض في الهواء الطلق حفاظا على لياقتهم البدنية، ولو نسبيا، وتفاديا لزيادة الوزن نتيجة عدم ممارسة أي نشاط رياضي لمدة طويلة.
بيد أن ممارسة التمارين الرياضية في المنزل أو في الهواء الطلق بشكل انفرادي بالرغم من أنها فعالة، قد تفقد الممارس الرغبة في مواصلة التدريب بمفرده مع مرور الوقت، خاصة في غياب المدرب الذي يحفز للمضي قدما.
وفي هذا الصدد، اعتبرت سلمى بناني رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية، الرشاقة البدنية، الهيب هوب والأساليب المماثلة، أنه من الصعب إعادة الثقة لمنخرطي القاعات الرياضية خاصة بعد فترة الحجر الصحي التي كانت طويلة وفي ظل الأخبار المتداولة بشأن تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، لذلك كان لزاما على الجامعة القيام بحملات تحسيسية من خلال وسائل التواصل المرئي بعد السماح للقاعات الرياضية بفتح أبوابها من جديد.
وقالت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الحملات التحسيسية كانت موجهة بالأساس لمسيري القاعات الرياضية لحثهم على توفير الظروف المثالية لاستقبال المنخرطين، وفقا للإجراءات الاحترازية التي نص عليها الدليل الوقائي الذي وضعته وزارة الشباب والرياضة لتحقيق عودة آمنة لهذه الفضاءات الرياضية ويتضمن مجموعة من الشروط والمعايير للسماح لها بفتح أبوابها من جديد.
لكن، تضيف بناني، ما زال هاجس انتقال العدوى داخل القاعات يسيطر على العديد من الممارسين رغم المجهودات التي تقوم بها النوادي إلى جانب الجامعة لطمأنة المنخرطين وتشجيعهم على مواصلة نشاطهم المعتاد.
وشددت رئيسة الجامعة على أن القاعات الرياضية، التي تضررت كثيرا خلال فترة الإغلاق وعانت من مشاكل مادية واجتماعية همت المسيرين والمدربين والمشرفين، لا زالت لم تتمكن من استقطاب كامل منخرطيها وخاصة من فئة الصغار التي تشكل أكثر من 40 في المائة، والذين يفضلون في الوقت الراهن التمرن في الهواء الطلق لما يشكله ذلك من ارتياح نفسي لهم ولأولياء أمورهم.
إسماعيل أحد منخرطي نادي الرياض جيم بالرباط، تردد كثيرا قبل أخذ أولى الخطوات نحو ناديه، لكن ليس لتأدية حصته الأولى بعد أزيد من ثلاثة أشهر من التوقف، بل من أجل الوقوف على مدى احترام القاعة الرياضية للمعايير الصحية التي أوصت بها الجهات المختصة قبل السماح بإعادة فتحها، مؤكدا بهذا الخصوص “لا أخفي أنني كنت مترددا في البداية للعودة إلى مزاولة نشاطي الرياضي بالنادي، وفضلت في بداية الأمر التدريب في الهواء الطلق ، لكن ذلك لم يكن كافيا خاصة على مستوى بناء العضلات الذي يتطلب التمرين بواسطة أجهزة خاصة، ما دفعني إلى زيارة القاعة للوقوف على الإجراءات التي اتخذها مسيروها حفاظا على سلامة المنخرطين وتفادي إصابتهم بالفيروس”.
وأضاف أنه لمس، بمجرد ولوجه النادي، مدى الحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية من تباعد جسدي وتعقيم للأجهزة وقبل ذلك إلزامية تعقيم الأيدي وقياس الحرارة لكل زائر لها، ليقرر في النهاية العودة إلى النادي الذي يوفر كافة الظروف للتدريب الآمن، مشيرا إلى أنه يشجع على العودة إلى القاعات الرياضية شريطة الالتزام بالتدابير التي حددتها الوزارة الوصية على القطاع الرياضي مع أخذ الحيطة طبعا.
أما يونس ،زميله في النادي، فلم يخف أن ثلاثة أشهر من الحجر الصحي كانت قاسية بالنسبة إليه حيث حرم من متعة التمرين داخل القاعة رغم أنه كان يتدرب طوال هذه الفترة في المنزل، ثم في الهواء الطلق مع بداية تخفيف إجراءات الحجر الصحي لعدم يقينه من أن العودة إلى النادي ستكون فكرة سديدة في ظل انتشار الفيروس في جل بلدان العالم وليس فقط بالمغرب.
وأكد أن قرار مزاولة نشاطه الاعتيادي بالنادي جاء بعد عدة زيارات لتبديد التخوف الذي كان ينتابه، رغم أنه زاول رياضته المفضلة بالقاعة ذاتها لعدة سنوات ، واقتنع أخيرا أن التدابير المعمولة بها كفيلة بالحفاظ على سلامة المنخرطين إن هم التزموا بالتعليمات والإجراءات الوقائية المعتمدة بالنادي.