هل القهوة مضرة أم مفيدة لجسم الإنسان؟ سؤال باتت الإجابة عنه أسطورية من فرط النتائج المتضارية التي استخلصتها العديد من الدراسات. ورغم ذلك يسود إجماع بين الأطباء بأن الإفراط في شرب القهوة له أعراض سيئة مؤكدة.
يبدأ الملايين في العالم يومهم بفنجان قهوة، فمادة الكافيين التي تحتوي عليها القهوة تنعش الجسم وتمده بالطاقة، كما أنها تساعد على التركيز. كذلك يرتفع مستوى عملية استقلاب الجسم بتناول القهوة ما قد يساعد على التخسيس والهضم، لهذا يتم شربها بكثرة بعد وجبة غذاء دسمة.
لكن اعتمادا على نصائح الأطباء وهي الوصية التي نجدها أيضا على الصفحة الرسمية لوزارة الصحة الألمانية، لا يجب تناول أكثر من 400 مليغرامات من مادة الكافيين يوميا. وتعادل الكمية المذكورة أربعة أكواب من القهوة الإيطالية أو ستة أكواب من القهوة العربية، وإلا قد يتعرض الجسم للعديد من الأعراض غير الحميدة.
هنا نعرض أربعة منها:
– الإسهال: يشير موقع “غرازيا ماغازين” الألماني إلى أن الإفراط في تناول القهوة، قد يتسبب في الإسهال. والسبب يعود إلى غاسترين. والغاسترين هو هرمون ببتيدي يحفز إفراز العصارة الهضمية (حمض الهيدروكلوريك) في خلايا المعدة الجدارية وبالتالي هو يحفز حركية المعدة. ومادة الكافيين تزيد من إفرازات هذا الهرمون، وبشكل تلقائي تزيد في ذات الوقت من حركية المعدة، ما قد يؤدي إلى الإسهال. كما أن مادة الكافيين تزيد من حموضة المعدة التي تؤدي لدى البعض إلى النتيجة ذاتها.
– الشعور بالغثيان: إذا كنت تعاني عادة من مشاكل في البطن والهضم، وأحيانا تشعر بالغثيان، فقد يكون ذلك راجع إلى الإفراط في تناول الكافيين. لكون أن هذه المادة قد تحدث خللا في الجهاز الهضمي وتزيد من الحموضة المعوية.
وإذا كنت من المدمنين على القهوة وتعاني دائما من آلام في البطن صباحا فيفضل أن تشرب الشاي عوض القهوة.
– التهابات: القهوة لا يمكنها أن تكون السبب الأول في بروز البثور على الإطلاق، لكنها قد تسبب في التهاب هذه البثور التي تأخذ عادة شكل حب الشباب. المسؤول عن ذلك مادة الكورتيزول أو ما يطلق عليه هرمون الإجهاد، والذي تصل إفرازاته إلى مستويات قياسية بعد تناول الكافيين، ما يزيد من إفرازات الخلايا الذهنية وبالتالي تحدث تقيحات فوق البثور عند امتزاج الدهن بالرواسب الخارجية بما فيها الغبار والبكتيريا إلى غير ذلك. وهذه الأعراض تزيد خصوصا عند تناول القهوة بالسكر والحليب أو أحدهما فقط.
– التعرق: إذا كنت ممن يعانون من التعرق الشديد، فيستحسن أن تقلق من شرب القهوة. فالكافيين ينشط الدماغ ويحفز الجهاز العصبي. عملية التنشيط هذه تحتاج بدورها إلى طاقة وجهد ما يسبب مزيدا من إفرازات العرق.
ـ كثرة التبول: الكافيين ينشط ليس فقط الدماغ وإنما حتى الكليتين، وبالتالي تقوم بعملها بشكل أسرع من المعتاد، وهذا ما يؤدي إلى الحاجة إلى التبول بمستوى أعلى. لهذا إذا كانت أمامك طريق سفر طويلة فيستحسن عدم الاكثار في شرب القهوة.
في جميع الأعراض السالفة الذكر مادة الكافيين لها دور أساسي، فهل مادة الكافيين هي القهوة؟
لا، على الإطلاق! يشدد البروفسور روب فان دام من جامعة سنغافورة الدولية، كما نقل عنه موقع “هايلبراكتيكا” الألماني قوله إنه يجب التفرقة بين القهوة ومادة كافيين. غالبية الأعراض الخطيرة بما في ذلك اضطرابات دقات القلب وارتفاع الضغط وغيرها، تظهر حين نتناول ما يزيد عن غرام واحد من الكافيين يوميا، ويصبح الأمر قاتلا إذا ما وصلت الجرعة ما بين 10 إلى 14 غراما من كافيين. بينما لا نجد في فنجان قهوة متوسط الحجم سوى 60 مليغراما من هذه المادة.أي أن نسبة 10 غرامات كافيين تساوي ما بين 75 إلى مائة فنجان من القهوة يوميا. ولهذا يفضل الالتظام بالقاعدة الذهبية التي تقول إن خير الأمور وسطها.