في خطوة مفاجئة أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي، الخميس، عن توصل دولتي الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق، برعاية أمريكية، لتطبيع العلاقات بينهما وتبادل السفراء. وتوج الاتفاق بذلك مسيرة من التقارب بين الطرفين على مدى السنوات الأخيرة الماضية.
تقارب بدأ على حياء، حسب الموقع الإلكتروني لقناة “فرانس24″، ثم أصبح أمرا واقعا، وإن لم يكن معترفا به، فالتطورات السياسية والتوترات التي تشهدها منطقة الخليج العربي من حين لآخر وتصاعد المد الإيراني ومحاولات هيمنة طهران على دول الجوار وفرض نفسها كقوة إقليمية كبرى ربما كانت عوامل أساسية وحاسمة في مد جسور التواصل ليس بين أبوظبي وحدها وتل أبيب بل بين عواصم خليجية أخرى والدولة العبرية. وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لسلطنة عمان نهاية شهر أكتوبر عام 2018 واستقباله استقبالا رسميا من قبل السلطان الراحل قابوس بن سعيد لهي خير مثال على ذلك.
الباحث حسني عبيدي، مدير “معهد الدراسات والأبحاث حول العالم العربي ومنطقة المتوسط” بمدينة جنيف السويسرية كشف في حوار سابق مع فرانس24 أن الاتصالات بين تل أبيب والعواصم الخليجية ليست وليدة اللحظة وأن نتانياهو وضع في أولويات سياسته قضية التطبيع مع دول الخليج، كما أشار إلى أن دولة البحرين متقدمة جدا في مجال العلاقات مع إسرائيل وأن الوقت قد بات مناسبا للكشف عن هذه العلاقات بصورة علنية.
بينما يرى مارتن إينديك، المتخصص في العلاقات الدولية، في حوار متلفز أجراه مع فرانس24 أن الخطر الإيراني على دول الخليج هو ما دفعها إلى تطوير حس بالمصلحة المشتركة مع إسرائيل ما أدى بالتالي إلى تطوير العديد من أشكال التعاون غير الرسمي بين الطرفين، إضافة إلى أن دول الخليج حليف قوي للولايات المتحدة الأمريكية راعية السياسة الإسرائيلية في المنطقة.
ووصف عبيدي إسرائيل بالقوة “السنية” الجديدة في المنطقة بعد أن أصبحت دول الخليج تراهن أكثر عليها وعلى إمكاناتها التكنولوجية والأمنية الكبيرة في مواجهة التطورات الإقليمية المتسارعة التي تؤثر على استقرارها. وهكذا أصبح التقارب مع إسرائيل أكثر منطقية من التقارب مع إيران لأن الأولى ليست لها مطامع معلنة في السيطرة على دول الخليج العربي.
أبرز محطات التقارب الإسرائيلي الإماراتي السابقة على اتفاق التطبيع، كما رصدتها “فرانس24”..
2018
وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق أيوب كرا يشارك ويلقي كلمة في مؤتمر “المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات”، الذي أقيم تحت رعاية محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ورئيس الحكومة الإماراتية شهر أكتوبر.
رياضيون إسرائيليون يشاركون في بطولة غراند سلام للجودو التي أقيمت في أبوظبي ونظمها الاتحاد الدولي للجودو تحت علم بلادهم. ووزيرة الثقافة والسياحة الإسرائيلية ميري ريغيف ترافق منتخب بلدها إلى أبوظبي.
2019
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تنشر خبرا في غشت عن إبرام دولة الإمارات صفقة ضخمة بقيمة ثلاثة مليارات دولار مع إسرائيل لتزويدها بقدرات استخباراتية متقدمة، تشمل طائرتي تجسس حديثتين.
“هآرتس” تكشف في أكتوبر عن عرض شركة أمنية إماراتية على ضباط سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية العمل لديها برواتب فلكية تصل إلى مليون دولار سنويا.
وزارة الخارجية الإسرائيلية تعلن في ديسمبر تلقي إسرائيل تهنئة رسمية من الإمارات بمناسبة عيد حانوكا اليهودي وتكشف عن إشعال أبناء الجالية اليهودية في إمارة دبي الشمعة الثامنة والأخيرة لهذا العيد.
وزارة الخارجية الإسرائيلية تؤكد في الشهر نفسه زيارة سرية قام بها وفد رسمي إسرائيلي برئاسة المدير العام للوزارة يوفال روتم، التقى فيها بدبي مسؤولين إماراتيين كبارا ووقع اتفاقا رسميا بشأن مشاركة إسرائيل في معرض “إكسبو 2020” الذي تستضيفه الإمارات.
2020
موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي يذكر في فبراير خبر لقاء سري بين إسرائيل والإمارات في ديسمبر من العام الفائت بالولايات المتحدة لتوقيع اتفاقية عدم اعتداء بينهما في خطوة وصفها بأنها تمهد لتطبيع العلاقات بين البلدين. وأكد مصدر في الحكومة الإماراتية لشبكة “سي إن إن” (CNN) الإخبارية الأمريكية نبأ اللقاء دون أن يكشف فحوى الاجتماع.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعلن في فبراير أنه التقى عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في أوغندا من أجل النظر في إمكانية تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل. وقال مسؤول سوداني لاحقا إن الإمارات نسقت اللقاء بين البرهان ونتانياهو.
إبراهيم عجمي المدير التنفيذي لشركة مبادلة الإماراتية، أحد صناديق أبوظبي للثروة السيادية، يدعو في فبراير الشركات الإسرائيلية الناشئة إلى العمل في دول الخليج.
فريق إسرائيلي يشارك في طواف دبي للدراجات الهوائية بقمصان تحمل ألوان علم الدولة العبرية ويحظى باستقبال مسؤولين إماراتيين في فبراير.
افتتاح أول مطعم إسرائيلي في يونيو بدولة الإمارات، نتيجة الطلب المتزايد على الطعام الحلال عند اليهود “كوشير”. وذلك حسب تغريدة لحساب “إسرائيل بالخليج” على تويتر.
إطلاق أول حساب رسمي على تويتر للجالية اليهودية في الإمارات في مايو ويضم ما يقرب من ثلاثة آلاف يهودي من دول مختلفة يقيمون في الإمارات.
السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة ينشر مقالا في يونيو بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، يصف فيه علاقات حكومة أبوظبي مع إسرائيل بالحميمة. وأشار فيه إلى أن إسرائيل والإمارات من خلال علاقاتهما العميقة والطويلة مع الولايات المتحدة بإمكانهما خلق تعاون أمني مشترك وأكثر فعالية.
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش يقول في يونيو إن دعوة إسرائيل لمعرض “إكسبو 2020” في الإمارات هو أمر طبيعي ومنطقي، وإنه لا يمكن استثناء أي دولة من المشاركة.
طائرة مساعدات إماراتية ثانية للفلسطينيين تحط في يونيو بمطار بن غوريون الإسرائيلي في رحلة مباشرة من أبوظبي إلى إسرائيل. الحكومة الفلسطينية رفضت تلك المساعدات لعدم التنسيق المسبق معها، واعتبرتها فصائل فلسطينية تطبيعا مرفوضا.
الإمارات تعلن رسميا نهاية يونيو إطلاق مشاريع مشتركة مع إسرائيل في المجال الطبي ومكافحة كورونا. ووسائل إعلام إسرائيلية تكشف أن أبوظبي زودت إسرائيل بما يـقرب من 100 ألف جهاز فحص للفيروس.
وزارة الخارجية الإسرائيلية تكشف في يوليو من حسابها على موقع تويتر أن شركة إسرائيلية أرسلت أحد ابتكاراتها في مجال مكافحة فيروس كورونا إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي. وشركتان إسرائيليتان توقعان اتفاقية مع عدد من الشركات الإماراتية، لتطوير حلول تكنولوجية للتعامل مع فيروس كورونا المستجد.