أقلعت، صباح الإثنين، أول رحلة تجارية مباشرة من مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب وعلى متنها وفد إسرائيلي أميركي يترأسه صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، في أول خطوة عملية على طريق تنفيذ اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والدولة العبرية.
وقال كوشنر قبل أن يستقل الطائرة “نأمل أن تكون هذه الرحلة التاريخية، بداية مسار تاريخي في الشرق الاوسط وما وراءه” متمنيا أن يكون مستقبل المنطقة أكثر سلاما.
وأضاف مستشار البيت الأبيض “لا يجب أن يحدد الماضي، شكل المستقبل” مشيرا إلى أن “هذا الوقت يبعث على الأمل بشكل كبير، وأعتقد أن إحلال السلام والازدهار ممكن في هذه المنطقة وحول العالم”.
وأقلعت طائرة البوينغ 737، قرابة الساعة 11,22 (8,22 ت غ) بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، على أن تحط في أبوظبي بعد الظهر.
وعبرت الطائرة في رحلتها المتوجهة إلى أبو ظبي الأجواء السعودية بحسب معلومات الموقع المتخصص “فلايت رادار 24”.
وتحمل رحلة شركة العال الرمز “إل واي 971″، وهو رقم الاتصال الدولي للإمارات، وخطت على الهيكل الخارجي لقمرة القيادة كلمة “سلام” بالعربية والعبرية والإنكليزية.
وستحمل رحلة العودة رقم الاتصال الدولي 972 الخاص بإسرائيلي.
وأعلنت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في 13 غشت 2020 عن اتفاق بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بينهما، بعد سنوات شهدت تقاربا بين البلدين.
وبذلك أصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994).
وشهد الأسبوعان الماضيان تكثيف الاتصالات بين البلدين، وألغت الإمارات السبت قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1972، منهية 48 عاما من المقاطعة.
ويقوم الوفد الأميركي الإسرائيلي بالرحلة الإثنين في طائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية “العال” المهددة بالإفلاس بسبب أزمة جائحة كوفيد -19.
وضمت وزارة الصحة الإسرائيلية في وقت متأخر الأحد الإمارات وثماني دول أخرى إلى قائمة “الدول الخضراء” ذات معدلات الإصابة المنخفضة بفيروس كورونا المستجدّ.
وعليه، سيتم إعفاء المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين المسافرين إلى أبو ظبي من الحجر الصحي لمدة 14 يوما عند عودتهم.
وإلى كوشنر، تقل الرحلة الإثنين مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، والمبعوث الأميركي الخاص لإيران برايان هوك وعددا من كبار شخصيات إدارة الرئيس دونالد ترامب.
أما الجانب الإسرائيلي في الوفد، فيترأسه مستشار الأمن القومي مائير بن شبات ويضم حوالي عشرين مسؤولا من المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
– الأجواء السعودية –
وفي يونيو هبطت طائرة إماراتية تابعة لطيران الاتحاد في تل أبيب محملة بمساعدات طبية للفلسطينيين لمواجهة وباء كوفيد-19، لكنها لم تكن تعتبر رحلة تجارية.
ورفضت السلطة الفلسطينية هذه المساعدات قائلة إن الرحلة تمت من دون تنسيق معها.
واعتبر الفلسطينيون اتفاق تطبيع العلاقات الإماراتي الإسرائيلي بمثابة “طعنة في الظهر” و”خيانة للقدس”.
وفي إطار اتفاق التطبيع، وافقت إسرائيل على تعليق ضم أراض جديدة في الضفة الغربية المحتلة، لكن نتانياهو أكد أنه لم يعدل عن ذلك على المدى البعيد.
وأكدت السعودية أنها لن تحذو حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل الوصول إلى حل مع الفلسطينيين.
وسيلتقي الوفد الأميركي الإسرائيلي بمسؤولين إماراتيين على مدى يومين لمناقشة سبل تعزيز التعاون في مجالات تشمل الطيران والسياحة والتجارة والصحة والطاقة والأمن.
وقام وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأسبوع الماضي، بجولة إقليمية استمرت خمسة أيام، زار خلالها إسرائيل والسودان والبحرين وسلطنة عمان، في محاولة لإقناع هذه الدول بتوقيع اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، وجود محادثات سرية مباشرة مع قادة عدد من الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن السودان وسلطنة عمان بين هذه الدول، إضافة إلى تشاد.
واعتبر نتانياهو، الأحد، أن “اختراق اليوم سيصبح مبدأ الغد (…) ويمهد الطريق أمام دول أخرى لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل”.
وعلق كوشنر، الأحد، على اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلي الإماراتي إذ قال “اعتقدنا أن اتفاق السلام هذا مستحيل، لكن الفرصة الآن مهيئة للمزيد” من الاتفاقات.