قال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الاثنين، بالرباط، إن المغرب يشهد، منذ حوالي شهرين، تطورا “غير مطمئن” بخصوص تزايد أعداد الإصابات بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأكد رئيس الحكومة أن الموسم الدراسي انطلق، الإثنين، في ظل وضعية استثنائية بالمملكة وتحولات مباغتة، مما يضاعف من مسؤولياتنا لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني.
وقال العثماني، في رسالة بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، إن “الوضعية الراهنة تضاعف من مسؤولياتنا لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني، الذي يروم تدبير وتيسير عودة ما يفوق سبعة ملايين تلميذة وتلميذ إلى فضاءات التربية والتعليم، مع تأثير ذلك على معظم الأسر ببلادنا”. وشدد بهذه المناسبة، على ضرورة “بذل قصارى ما نستطيع لإنجاح العملية التربوية والتعليمية لبناتنا وأبنائنا، مع الحفاظ على صحتهم وصحة أفراد الأسرة التعليمية، وكذا توفير الشروط البيداغوجية واللوجستيكية والصحية المناسبة، بحسب الظروف وتطور الوضعية”.
وسجل رئيس الحكومة أن العودة إلى المدارس في هذه الظرفية الوبائية الحرجة، فرضت ترتيبات غير مألوفة، و”نحن واعون بأنها ليست مثالية، لكن أملتها ضرورة الاستجابة لأولويات متعددة، ومتناقضة في بعض الأحيان”.
كما يستلزم هذا الدخول المدرسي الاستثنائي، يضيف رئيس الحكومة، تضامن الجميع وانخراطهم للتكيف مع أساليب وطرق بيداغوجية جديدة، ولتوعية بناتنا وأبنائنا وتشجيعهم على احترام القواعد الاحترازية، ولتتبع ومراقبة المؤسسات التعليمية من حيث التزامها بالضوابط والاحتياطات المطلوبة، وللاستعداد المستمر للتأقلم مع التطورات المباغتة.
وأضاف العثماني أنه “إذا كنا خلال المراحل الأولى من انتشار الوباء، بفضل تلاحمنا ومجهوداتنا الجماعية، حققنا نجاحات وجنبنا بلادنا الأسوأ، فإننا منذ حوالي شهرين، نشهد تطورا غير مطمئن، يتطلب أعلى مراتب التأهب والحذر”.
وجدد بهذا الخصوص، تقديم الشكر للأسرة التعليمية، من وزارة وأطر تربوية وإدارية، على ما بذلوه لإتمام السنة الدراسية الماضية، رغم مباغتة الوباء لهم وللمنظومة التعليمية، التي حاولت التكيف مع إكراهات الحجر الصحي.
كما أعرب عن الشكر للأسر التي واكبت هذه التغييرات، وأسهمت في هذا النجاح الجماعي “فبفضل التعبئة الجماعية نجحنا خلال السنة الدراسية الماضية، وبمثلها وأكثر، يجب تدبير هذه السنة”.
وشدد العثماني على أن الحكومة لن تدخر جهدا من أجل كسب الرهان، لكنها لن تستطيع ذلك لوحدها، في غياب دعم قوي من لدن أفراد الأسرة التعليمية، وانخراط واسع لأسر وجمعيات أولياء التلاميذ، وتعاون كافة الفاعلين. وخلص إلى التأكيد على “أننا لسنا أمام مغامرة، بل أمام امتحان جماعي، وسننجح بإذن الله في كسبه، بما يحقق مصلحة فلذات أكبادنا، ويؤ م ن مستقبل بلادنا، شريطة التزامنا الجماعي وانضباطنا الكبير بالتدابير الوقائية”.