توصلت البحرين وإسرائيل لاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، بحسب بيان ثلاثي صدر عنهما وعن الولايات المتحدة، في خطوة تاريخية، هي الثانية في أقل من شهر، بعد اتفاق مماثل بين الإمارات والدولة العبرية.
وجاء في البيان أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى اتصالا بالعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “اتفقوا خلاله على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين”.
ترامب يعلن اتفاق سلام بحريني إسرائيلي
وقبيل صدور البيان أعلن ترامب الجمعة أنّ البحرين وإسرائيل تتجهان إلى تطبيع علاقاتهما.
وغرّد ترامب الذي يحقق بذلك نجاحا دبلوماسيا مهما على مشارف انتخابات رئاسية يتطلع من خلالها إلى الفوز بولاية ثانية، “خرق تاريخي جديد اليوم”.
وقال “إنّ صديقينا الكبيرين إسرائيل والبحرين توصلا إلى اتفاق سلام”.
ويعدّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك دول الخليج، هدفا رئيسيا ضمن الاستراتيجية الإقليمية لترامب من أجل احتواء طهران، عدو واشنطن والدولة العبرية اللدود.
نتانياهو يعلن تطبيع العلاقات مع البحرين
وتزامنا، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعلن الأمر نفسه من القدس.
وقال في بيان نشر بالعبرية “مواطنو إسرائيل، يسرني أن أبلغكم بأنه في هذا المساء، توصلنا إلى اتفاق سلام آخر مع دولة عربية أخرى، البحرين. هذا الاتفاق يضاف إلى السلام التاريخي مع دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأوضح بيان مشترك بين الدول الثلاث نشره ترامب في حسابه على موقع تويتر، أنّ البحرين ستنضم إلى مراسم توقيع مرتقبة الثلاثاء في واشنطن بحضور رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو.
ما حاجة البحرين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
وتتشارك إسرائيل والبحرين، ودول إقليمية أخرى، مواقف متقاربة تجاه إيران، وتتهم المنامة طهران باستخدام شيعة البحرين ضد النظام الملكي القائم.
تفاؤل ترامب
ورأى ترامب في تصريحات موجزة من المكتب البيضاوي، أنّه صار من شأن الأوضاع أن تتطور إيجابا لصالح الفلسطينيين من دون إبراز أدلة ملموسة.
وقال “أعتقد أن أمورا جيدة كثيرة ستحصل بالنسبة إلى الفلسطينيين”.
وكان الملياردير الجمهوري قد ابتعد عن السلطة الفلسطينية منذ وصوله إلى البيت الأبيض عبر اتخاذه سلسلة قرارات لمصلحة إسرائيل، ساعيا بذلك إلى إرضاء الجماعات المسيحية الإنجيلية المهمة ضمن قاعدته الانتخابية.
تنديد فلسطيني
وعلى الفور نددت كلّ من السلطة الفلسطينية وحركة حماس الجمعة بإعلان تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين.
وقال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، أحمد مجدلاني، لوكالة الأنباء الفرنسية إنّ الاتفاق “يشكل طعنة جديدة في خاصرة القضية الفلسطينية وطعنة في ظهر الشعب”.
وندّدت حماس بما وصفته “عدوانا” و”إضرارا بالغا” بالقضية الفلسطينية.
وعقب إعلان الاتفاق بين إسرائيل والإمارات منتصف غشت، اتهم الفلسطينيون أبوظبي بالخيانة وخرق التوافق العربي حول أنّ التطبيع مع إسرائيل يتوجب أن يسبقه حل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وكان ملك البحرين قد جدّد خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى المنامة نهاية غشت، دعم دولته لإقامة دولة فلسطينية، في موقف بدا أنّه يستبعد دعوة واشنطن إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل في أمد منظور.
من جانبها رحبت إلإمارات بالاتفاق، وأوضح البيان المشترك أنّ البحرين ستنضم إلى مراسم توقيع مرتقبة الثلاثاء في واشنطن بحضور رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو.
ويجعل هذا الاتفاق من البحرين رابع دولة، بعد الإمارات والأردن في 1994 ومصر في 1979، تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.