يشكل اليوم العالمي لسرطان الغدد اللمفاوية، الذي يحتفل به العالم يوم 15 شتنبر من كل سنة، فرصة للتعريف بهذا المرض غير المعروف والتعرف عليه، باعتباره مرضا خطيرا لكنه قابل للشفاء إذا تم الكشف عنه مبكرا.
يتطور سرطان الغدد اللمفاوية على حساب الخلايا اللمفاوية، التي تضطلع بدور حيوي في ردود الفعل المناعية، وتتوزع حسب طبيعتها بين الورم اللمفاوي “هودجكيني” أو “لاهودجكيني”، كما تتغير درجة شدتها.
ويتعلق الأمر بسرطان العقد اللمفاوية الذي يصنف خامس أكثر أنواع السرطان شيوعا، والسرطان الأول لدى المراهقين والشباب، والذي تظل أسبابه غير معروفة. غير أن الأبحاث أثبتت أن بعض المواد الكيميائية والعوامل البيئية تساهم في تطويره.
كما يعتبر شكلا من أشكال سرطان الجهاز اللمفاوي، العنصر الرئيسي في الجهاز المناعي للجسم، ويمكن أن يصيب الإنسان في مرحلة عمرية ويهم الذكور والإناث على حد سواء.
وتشمل أعراض هذا المرض الخطير الذي ما فتئ ينتشر في جميع أنحاء العالم، كلا من فقدان الوزن غير المبرر، والتعب أو نقص الطاقة، وفقدان الشهية، والحمى، خاصة في الليل، والقشعريرة أو تغيرات في درجة الحرارة، فضلا عن السعال المستمر، والحكة المستمرة في جميع أنحاء الجسم دون سبب واضح أو طفح جلدي، إلى جانب التهاب غير مؤلم في الغدد اللمفاوية في الجزء العلوي من الجسم.
وفي هذا الإطار، يتعين إجراء تشخيص مبكر ودقيق، خاصة وأن التكفل بالأورام اللمفاوية تقدم اليوم آمالا حقيقية في العلاج، لكون الكشف المبكر سيمكن من تفادي تحمل النفقات من طرف نظام الرعاية الصحية وأيضا المرضى.
أما علاج سرطان الغدد اللمفاوية، فيعتمد على على نوع اللمفوم، ومرحلة تطور المرض، وحالة كل شخص وعمره. فقد تم تسجيل تقدم ملحوظ في ما يتعلق بالعلاجات على مدار الـ15 سنة الماضية.
ويهدف اليوم العالمي للأورام اللمفاوية، الذي أطلقه “ائتلاف الليمفوما”، وهي منظمة غير حكومية عالمية تجمع المرضى الذين يعانون من هذا السرطان، إلى تسليط الضوء على هذه الحالة المرضية بين عامة الناس، وتوعية الجميع بأعراض هذا السرطان الصامت والذي يؤدي إلى ارتفاع مخاطر الوفاة إذا لم يتم تشخيصه مبكرا.
كما يروم اليوم العالمي تقييم التدابير المتخذة والتي يتعين اتخاذها من أجل تكفل أفضل بهذا المرض، وكذلك نقل رسالة أمل وتفاؤل حول التقدم العلاجي الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة.