انطلقت الأشغال في مشروع تحويل مجرى نهر بوسكورة، الذي كان من وراء الفياضانات التي عرفتها مدينة الدار البيضاء، خلال 2010، وتسببت في خسائر هامة. وبدأ التفكير حينها في تحويل مجرى النهر لتجنب تكرار التجربة. وعهد إلى شركة الدار البيضاء للتهيئة، التي أنشئت في 2008، بمقتضى مرسوم، بإنجاز المشروع.
وأفاد إدريس مولاي رشيد،المدير العام لشركة “الدار البيضاء للتهيئة”، خلال زيارة ميدانية للورش، أن المشروع ينقسم إلى ثلاثة أشطر، يتعلق الشطر الأول بقناة مكشوفة على طول 3 كليومترات، ويهم الشطر الثاني حفر نفق بطول 5.5 كيلومترات، في حين أن طول الشطر الثالث يصل إلى حوالي كيلومتر واحد. وتصل الكلفة الإجمالية للمشروع إلى 855 مليون درهم، 55 مليون منها خصصت للدراسات. وأكد مولاي رشيد أن المشروع سيكون جاهزا، خلال 18 شهرا، إذ ينتظر أن يسلم في أفق مارس 2017.
وأشار المدير العام للدار البيضاء للتهيئة إلى أن الشركة التركية “ماك يول”، التي عهد إليها بإنجاز المشروع، جلبت آلة حفر الأنفاق التي صنعت بألمانيا وكلفت حوالي 100 مليون درهم، وصممت خصيصا لحفر نفق تحويل مياه نهر بوسكورة، علما أن النهر لا يحتوي على مياه، حاليا، وشيدت مكانه العديد من البنايات، وعندما تشهد المنطقة أمطار غزيرة، فإن المياه تتبع مجرى النهر، ما يتسبب في فياضانات كبرى، على غرار ما حدث، خلال 2012، إذ ظلت بعض المناطق محرومة من الكهرباء، في حين أن المياه المتدفقة، التي لم تتمكن قنوات صرف المياه من احتوائها، تسببت في أضرار بملايين الدراهم للمحلات والبنايات التي توجد في مجرى النهر.
وتقرر حينها إيجاد حل جدري لهذا المشكل، وكان الإجماع حول تحويل مصب النهر، وعهد بالمشروع في المرحلة الأولى إلى شركة “ليديك”، لكن المشروع عرف تعثرات بفعل الكلفة الباهظة.
وتكفلت به “الدار البيضاء للتهيئة”، بالنظر إلى أن المشروع يدخل في إطار مشاريع التهيئة، التي تدخل في صلب اختصاصاتها، علما أنها تأسست مباشرة بعد الإعداد والمصادقة على المخطط المديري الخاص بالتهيئة الحضرية لجهة الدار البيضاء الكبرى. وأوضح المدير العام للشركة أن مجرى النهر، سيحول قبل أن يصل إلى منطقة ليساسفة ليوجه مباشرة إلى البحر، علما أن مجراه الطبيعي يمر من قاعة العرض، التي كانت تابعة لمكتب الصرف، ثم نادي المجمع الشريف للفوسفاط ، فحي “ريفيرا “، وحي البطحة، وحديقة جامعة الدول العربية ، ومقاطعة سيدي بليوط، ليصل إلى ميناء الدار البيضاء ويصب في البحر.
ويهدف المشروع الحالي إلى تحويل المجرى، ابتداء من “عزبان” بمنطقة ليساسفة ليتجه نحو البحر بشكل شبه مستقيم ليصب بالقرب من المركب التجاري “موروكو مول”.
