بعد أربعة أيام أمضاها في مستشفى عسكري للعلاج من كوفيد-19 خرج الرئيس دونالد ترامب من المنشأة الطبية على وقع هدير محركات المروحية التي نقلته إلى البيت الأبيض وأصوات أنصاره الذين هتفوا باسمه.
وقد انتظر البعض طيلة النهار لمشاهدته وكانوا يأملون أن يكرر الجولة القصيرة التي قام بها في سيارته قبل يوم.
مع ذلك، كانوا سعداء عندما صعد المروحية “مارين وان” التي حلقت فوق الحشد الذي تجمع أمام مستشفى وولتر ريد العسكري في بيتيسدا، على مشارف العاصمة واشنطن.
وقالت جاسمين روشون “لا أشعر بخيبة بسبب الأمن”، وقطعت هذه السيدة بسيارتها مسافة 190 كلم الإثنين قادمة من فيلادلفيا. وأضافت “لكن يكفيني أنه حلق بالمروحية وحرص على الاستدارة ليلوح لنا بيده”.
وبالنسبة لأندرو روف الذي كان يحمل راية ضخمة كتب عليها “ترامب 2020” فإن المغادرة من المستشفى في المروحية الرئاسية لها دلالتها.
وقال “إقلاع المروحية حمل رمزية كبيرة، تتعلق بالشفاء، وكأنه نصر. تغلب على كوفيد، عاد إلى العمل، إنه بخير”. وهذا الرجل البالغ 54 عاما من فريدريك المجاورة بولاية مريلاند والذي خدم في الجيش 23 عاما، كان مثل العديد من أنصار ترامب من دون كمامة واقية.
وانتظر أنصار قطب العقارات ونجم تلفزيون الواقع، معتمرين قبعات كتب عليها “لنعيد العظمة لأميركا” طيلة يوم الاثنين عند المدخل الرئيسي للمستشفى ملوحين بأعلام وهم يرددون الاغنيات التي عادة ما تصدح في مهرجانات ترامب الانتخابية “أفخر بكوني أميركي” و”مولود في الولايات المتحدة” و”مسقط رأسي ألاباما” و”روكيت مان”.
– عودة إلى الحملة –
انتقل الحشد في ما بعد بطلب من الشرطة إلى الجانب الآخر من الطريق العريض الذي يجتاز حرم المستشفى، على مقربة من مجموعة من الصحافيين الذين كال لهم بعض أنصار ترامب الإهانات طيلة اليوم.
في البداية كان الحشد يضم 20 شخصا قبل أن يصبح عددهم نحو 100 في منتصف فترة بعد الظهر بعد إعلان ترامب على تويتر أنه سيغادر المستشفى.
وقالت كارين سلون (50 عاما) “إني سعيدة للغاية”، والسيدة المقيمة في واشنطن لم تكن تضع قناعا واقيا وكانت تحمل لافتة كتب عليها “صلواتنا من أجل الرئيس، 4 سنوات أخرى”.
وقالت “هذا يعني أنه تمكن من قهر تلك الانفلونزا” مضيفة “إنه من حديد. أول ما يجب عليه فعله في البيت الأبيض هو أن يقبّل ميلانيا وينصرف للعمل”.
أما سالي أشكروفت البالغة 72 عاما، فترغب من الرئيس أن “يستأنف الحملة الانتخابية” التي اضطر لوقفها بسبب مرضه وقبل شهر فقط من انتخابات 3 نوفمبر.
وأضافت روشون التي جاءت من فيلادلفيا أن الرئيس “يجب أن يثبت الآن للعالم أن فيروس كوفيد-19 هذا ليس قاتلا إلى حد كبير، حتى وإن كان الرئيس تلقى علاجا اختباريا غير متاح بعد لأميركيين آخرين”.
وقالت “يجب أن نعود لممارسة حياتنا الطبيعية، نحتاج لإعادة فتح العالم كله” مضيفة “العديد من الناس يعانون، خسروا وظائفهم ومداخيلهم” من جراء الوباء الذي أودى بأكثر من 210 ألف شخص في الولايات المتحدة.