أعلنت الأكاديمية السويدية المانحة لجائزة نوبل، عن فوز الشاعرة الأمريكية لويز غلوك يوم الخميس 8 أكتوبر بجائزة نوبل للآداب.
وأوضحت الأكاديمية في حيثيات قرارها أن غلوك كوفئت “على صوتها الشاعري المميز الذي يضفي بجماله المجرد طابعا عالميا على الوجود الفردي”.
وتشكل الطفولة والحياة العائلية والعلاقات الوثيقة بين الأهل والأشقاء والشقيقات موضوعا مركزيا في عملها. ويعتبر “أفيرنو” (2006) ديوانها الرئيسي وهو تفسير رؤيوي لنزول بيرسيفونا إلى الجحيم وهي أسيرة هاديس إله الموت.
صاحبة جائزة “بوليتزر” في 1993
وسبق لغلوك أن فازت في 1993 بجائزة “بوليتزر” عن مجموعتها الشعرية “ذي وايلد أيريس” وجائزة “ناشونال بوك أوارد” في 2014 عن آخر عمل لها “فيثفول أند فيرتووس نايت”.
في السياق، قال الأمين العام الدائم للأكاديمية ماتس مالم إنه اتصل بغلوك قبيل الإعلان. وأوضح للصحافيين “كان وقع الإعلان مفاجئا عليها لكن مرحب به على ما أظن”.
وغلوك هي رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب في العقد الأخير والسادسة عشرة فقط منذ بدء توزيع هذه المكافآت العريقة في 1901. وكانت البولندية أولغا توكارتشوك آخر الفائزات في 2018.
تتويج نسوي كبير
ويسجل وجود كبير للنساء في موسم نوبل للعام 2020 مع فوز ثلاث نساء بجوائز علمية. وقد تعادل النساء أو يحطمن العدد القياسي للفائزات (خمس في 2009) مع توزيع جائزتي السلام الجمعة والاقتصاد الاثنين المقبل.
وغلوك هي أستاذة أدب إنكليزي في جامعة يال “وتسعى إلى طابع عالمي وفي سعيها هذا تستوحي من الأساطير (..)الحاضرة في غالبية أعمالها” على ما أكدت الأكاديمية السويدية.
وقالت اللجنة إن ديوانيها “ذي ترايومف او أكيليس” (1985) و”ارارت” (1990) يتناولان “بطريقة تكاد تكون صلفة صورا صريحة حول علاقات عائلية مؤلمة” مشيرة إلى أن استخدامها “لنبرة طبيعية لافتة من دون أي أثر لزخارف شاعرية”.
وغلوك هي أيضا “شاعرة التغير الجذري والولادات الجديدة” وتصف في قصيدتها “سنودروبس” عودة الحياة بعد الشتاء فيما غالبا ما يتسم عملها “بحس الفكاهة والظرافة اللاذعة”.
وأكدت الأكاديمية أن غلوك “تكتب شعرا روائيا حالما يستحضر ذكريات وأسفارا ويتردد ويتوقف لفتح آفاق جديدة. فيه يتحرر العالم ويحلق قبل أن يحضر مجددا بسحر ساحر”.
ونال الجائزة العام الماضي الروائي النمسوي بيتر هاندكه ما أثار موجة من الانتقادات إذ تساءل كثيرون كيف تمنح المكافأة إلى كاتب يدعم الزعيم الصربي سلوبودان ميلوشيفتش في حروب البلقان ويخفف من فظاعات جرائم جيشه.
إلغاء المراسم الملكية بسبب الجائحة
وبررت الأكاديمية خيارها بأنها تمنح الجائزة على أساس الجدارة من دون أي اعتبارات سياسية. وتترافق الجائزة مع مكافأة مالية قدرها 10 ملايين كرونة سويدية (حوالي 1,1 مليون يورو).
وكان يفترض أن تتسلم غلوك جائزتها من ملك السويد كارل غوستاف في مراسم رسمية في ستوكهولم في العاشر من ديسمبر/كانون الأول في ذكرى وفاة العالم السويدي ألفرد نوبل الذي طلب في وصيته استحداث هذه الجوائز.
لكن المراسم الحضورية ألغيت هذه السنة بسبب جائحة فيروس كورونا واستعيض عنها بمراسم متلفزة تظهر الفائزين يتسلمون المكافآت في بلدانهم.