المغرب مهد الإنسانية .. “الإنسان العاقل : أصول جديدة” وثائقي استثنائي على الأولى

تعرض القناة الأولى ليلة السبت 10 أكتوبر على الساعة الثامنة و50 دقيقة، فيلما وثائقيا استثنائيا للمخرج أوليفي جوليان يحمل عنوان: “الهوموسابيان” أو الإنسان العاقل : الأصول الجديدة.

ويصور الوثائقي الذي شاركت في انتاجه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة اكتشاف عظام بشرية في منجم جبل إيغود بالمغرب، وهو الاكتشاف الذي غير رؤية العالم لحقبة ما قبل التاريخ، حيث جاء هذا الاكتشاف المبهر والمغامرة العلمية المثيرة نتيجة تكنولوجيا فريدة جعلت العالم يعيد النظر في يقينياته.

وتعود تفاصيل الحكاية إلى سنة 1960، إذ كان العالم على موعد مع اكتشاف مذهل، ِعندما عثَر عامل في منجم في جبل إيغود بالمغرب على جمجمة ذات وجه ممدود وحاجبين مقوسين و بارزين.

فإذا كان الكربون 14 يسمح حتى الآن بتأريخ اكتشافات عمرها أكثر من 40 ألف سنة، إلى أي سنة يمكننا نَسب هذا الاكتشاف على وجه التحديد؟

في ثمانينيات القرن الماضي، أصدر الباحث الفرنسي جان جاك هوبلين وزميله، الأستاذ المغربي عبد الواحد بن نصر، فرضية أخرى. هذه الأخيرة تذهب الى القول إن الجمجمة لا تنتمي لإنسان نياندرتال بل للإنسان العاقل، ومن المفترض أن يكون أقدم منه بكثير.

يقول هوبلين : المعرفة العلمية ليست محفورة في الرخام، بل تتطور! الباحثون المهتمون بهذه المنطقة الجغرافية ِقلة، ِإذ لا تغطيها سوى منشورات قديمة مكتوبة بالفرنسية. عندما يقوم مختبرك بتمويلك للبحث عن الحفريات، فإنك تتجه أينما كُنت متَيقّنا من العثور عليها، أي غالًبا في شرق إفريقيا.

وفي سنة 2005، استأنف علماء الأنثروبولوجيا القديمة الحفريات مع فريق دولي. حيث كشفت الطبقة السابعة من الرواسب عن شيء محيّر تمثل في بقايا خمسة أفراد منفصلين.

وكشف التألق الحراري، الذي يعتبر أكثر وثوقية من الكربون 14، ان أصلهم يعود إلى 300 ألف سنة في تناقض تام مع النظرية الأكثر تداولا، والتي حددت بداية الجنس البشري في شرق إفريقيا قبل 200 ألف سنة فقط.

ويؤكد هوبلين أن “طرق الكشف الجديدة ضاعفت عمر الحفريات الموجودة في المغرب. بفضل برامج معالجة الصور، يمكننا إعادة بناء أشكالها وتعديل أجزاء مفقودة. وهكذا تصبح صورتنا عن الماضي أكثر وضوحا. تحثنا إمكانية اكتشاف حفريات جديدة وكذا الاحتمالات الجديدة للتحليل على إعادة البحث في العديد من المواقع، خاصة في أوروبا”.

وشكل هذا الاكتشاف ثورة في رؤية أصولنا، وسيرورة تطورنا كما يرويها هذا الوثائقي المذهل! إنها نقلة نوعية تدعو كل الأوساط العلمية لمراجعة أسسها، وكذا المدارس لإعادة النظر في مقرراتها الدراسية. هذا الوثائقي يروي حكاية مغامرة طويلة، مليئة بالأفكار، وحافلة بالتشويق وغنيَّة بمجموعة من شهادات شخصيات رئيسية.

هذا الوثائقي (90 دقيقة 45×2 دقيقة) فرصة فريدة لاكتشاف علم الحفريات في عصر التقنية العالية:  عمليات المسح، والتحليلات الشكلية ثلاثية الأبعاد، وعمليات إعادة البناء الافتراضية والتقنيات الأخرى.

“الإنسان العاقل Homo Sapiens: أصول جديدة” سيعرض  يوم10 أكتوبر 2020 على قناة  ARTE، ويوم 15 أكتوبر 2020 في وقت الذروة على الأولى، وخلال يناير 2021 على القناة الثانية 2M.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة