تشكل مصلحة الجراحة العامة التابعة للمستشفى العسكري الميداني المغربي ببيروت، الذي أقامه المغرب بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للمصابين جراء انفجار ميناء العاصمة، لبنة صحية أساسية تساهم إلى حد كبير في بلسمة جراح اللبنانيين وترسم البسمة على وجوه المتضررين من الانفجار الذي هز ميناء العاصمة.
وتسهر هذه المصلحة، التي يشرف عليها فريق طبي متكون من ثلاثة أطباء من ذوي المؤهلات العالية والخبرات الكبيرة، وممرضين متخصصين، على تقديم خدمات طبية عديدة للمرضى من مختلف الشرائح المجتمعية اللبنانية والمقيمة بالبلد، الراغبين في الاستفادة من مختلف الخدمات الأساسية التي توفرها المصلحة التي يسعى طاقمها إلى تخفيف آلام الفئات التي تعاني من اضطرابات وأمراض تستدعي إجراء عمليات جراحية نوعية.
ويحرص الطاقم الطبي للمصلحة، التي تعد من المصالح الحيوية والمتميزة بالمستشفى المغربي، على تلبية مختلف الطلبات الواردة عليها خاصة تلك المرتبطة بإجراء العمليات الدقيقة وجراحة الأحشاء والجهاز الهضمي تحت التخدير العام، وأخرى تجرى تحت التخدير النصفي والموضعي.
وتشهد المصلحة التابعة للمستشفى، الذي شرع في تقديم خدماته منذ 10 غشت الجاري وحتى اليوم، توافد العديد من المرضى الذين يتلقون الرعاية الصحية الجيدة وإجراء العمليات الجراحية بالمستشفى الميداني المغربي الذي يعد قيمة مضافة في التضامن والتآزر مع الشعب اللبناني.
وفي هذا الإطار، قال البروفسور عزيز زنطار رئيس الفريق الطبي للجراحة العامة ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المصلحة تضطلع بدور هام من خلال استقبالها ما بين 25 و 30 مريضا في اليوم، إلى جانب إجراء ما يقارب 20 عملية جراحية أسبوعيا خاصة تلك المتعلقة بجراحة التهاب الزائدة الدودية المستعجلة، وتعفنات الجهاز الهضمي والاحشاء واستئصال المرارة، فضلا عن عمليات لمضاعفات الفتق، وجراحة الإصابات والحوادث.
وأضاف السيد زنطار، المشرف على مصلحة الجراحة العامة وغرفة العمليات ، أن هذه المصلحة الحيوية تستقبل بشكل يومي أعدادا كبيرة من المرضى من مختلف الفئات العمرية والمجتمعية الذين يعانون من أمراض مرتبطة بالجهاز الهضمي، مبرزا أن المصلحة المذكورة توفر جميع المستلزمات الضرورية لإجراء العمليات الجراحية للحالات التي تستدعي التدخلات الجراحية.
من جانبه ، قال البروفسور محمد بوشتنوف الاخصائي في الجراحة العامة أن الطاقم الطبي للمصلحة يسهر على تقديم خدمات طبية جراحية وأخرى تستدعي الاستشارة والتتبع السريري والعلاج، مشيرا إلى أن جميع العمليات الجراحية التي أجريت بالمستشفى الميداني مرت في ظروف صحية جيدة.
وأضاف بوشتنوف أن طاقم مصلحة الجراحة العامة راكم تجارب عديدة مكنته من تقديم خدمات طبية نوعية في مجال الجراحة العامة تستجيب للمعايير الدولية الطبية في هذا التخصص في اطار المستشفيات الميدانية.
بدوره، أكد الطبيب الرئيسي للمستشفى العسكري الميداني الكولونيل ماجور شكار قاسم، في تصريح مماثل، أن المصلحة التابعة للمستشفى، الذي أقيم بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تتوفر على طاقم طبي وتمريضي متكامل وكافة التجهيزات الضرورية لعلاج الحالات الوافدة، وتقديم خدمات طبية نوعية وإجراء عمليات جراحية كللت جميعها بالنجاح.
وأضاف شكار أن مختلف الحالات قدمت لهم العلاجات الأساسية ومساعدتهم على الولوج الى الخدمات الطبية ومساعدتهم على تجاوز معاناتهم الناتجة أساسا عن انفجار مرفأ بيروت ، مشددا أن غالبية الحالات الوافدة على المصلحة المذكورة تستفيد ، الى جانب العلاجات الأساسية، من خدمات الأشعة والأدوية المجانية، والاستشارات والدعم والمواكبة النفسية.
وأبرز أن المستشفى العسكري الميداني المغربي يحرص على تقديم خدمات طبية بجودة ونوعية عالية للمرضى والراغبين في الاستفادة من خدماته في إطار الاحترام التام للتدابير الوقائية من وباء “كورونا”، مؤكدا أن المستشفى يساهم الى حد كبير في تخفيف الضغط على المستشفيات اللبنانية المتضررة من الحادث.
وكان الطاقم الطبي للمستشفى العسكري الميداني المغربي ببيروت قد قدم ،منذ 10 غشت والى غاية 12 أكتوبر الجاري ، 51 ألف و223 خدمة طبية استهدفت 21 ألفا و477 شخصا الذين تلقوا علاجات وفحوصات وخدمات طبية عديدة شملت مختلف التخصصات.
كما أجرى الطاقم الطبي 394 عملية جراحية في مختلف التخصصات التي يوفرها المستشفى من قبيل الجراحة العامة، وطب العظام والمفاصل، والدماغ والأعصاب والعيون والأنف والأذن والحنجرة والنساء والتوليد وجراحة الحروق والجراحة التقويمية والانعاش والتخدير والمستعجلات، وجراحة الأطفال.
وسهر المستشفى على تقديم خدمات علاجية أساسية متعددة من بينها 1672 خدمة خاصة بالتحاليل الطبية، وإجراء 2645 فحصا بالأشعة، منها 1522 للفحص بالصدى، فضلا عن توزيع الأدوية مجانا لفائدة 17 ألفا و254 مريضا.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد أصدر تعليماته السامية لإرسال مساعدة طبية وإنسانية عاجلة للجمهورية اللبنانية، على إثر الانفجار المفجع الذي وقع في ميناء بيروت، مخلفا العديد من الضحايا وخسائر مادية جسيمة.
وأعطى جلالة الملك تعليماته السامية لإرسال وإقامة مستشفى عسكري ميداني ببيروت بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للسكان المصابين في هذا الحادث.
وقضت بيروت، في الرابع من غشت المنصرم ، ليلة دامية جراء انفجار ضخم في المرفأ، خلف 191 قتيلا وأزيد من ستة آلاف جريح، فضلا عن خسائر مادية هائلة تقدر بنحو 15 مليار دولار، وفقا لأرقام رسمية غير نهائية.
ووفق تقديرات رسمية، وقع انفجار المرفأ في عنبر 12، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة “نترات الأمونيوم” شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.