قبل 65 يوما، دعا قلب الدفاع جيرار بيكيه إلى تغييرات جذرية من أسفل الهرم إلى قمته في برشلونة الإسباني، لكن لم يتغير الكثير منذ السقوط الكارثي أمام بايرن ميونيخ الألماني 2-8 في ربع نهائي النسخة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
بقي ثمانية لاعبين من التشكيلة التي تعرضت لاذلال كبير في موقعة لشبونة، برغم قول بيكيه إن لا خيمة فوق رأس أحد.
بقي أيضا الرئيس جوزيب ماريا بارتوميو، برغم عريضة وقعها 16 ألف شخص للتخلص من إدارته وحملة عنيفة عليه من قائد الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي.
شهدت التشكيلة بعض التغييرات مع قدوم المدرب الهولندي رونالد كومان بدلا من كيكي سيتيين الذي سار على خطى سلفه ارنستو فالفيردي بالاقالة.
تخلى كومان، قلب دفاع برشلونة السابق، عن صديق ميسي المهاجم الاوروغوياني لويس سواريز، بالإضافة إلى المخضرمين الآخرين لاعبي الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش والتشيلي أرتورو فيدال.
لكن التغييرات التي اجراها كومان، وخصوصا طريقة التخلي عن سواريز بمحادثة هاتفية قصيرة، أغضبت ميسي الذي اغتنم الفرصة لاطلاق سهام جديدة على الإدارة.
وقال كومان “من الطبيعي أن يحزن لاعب عندما يرحل اصدقاؤه بعد سنوات سويا، هذه طبيعة كرة القدم”.
بدوره، قال ميسي ان برشلونة لم يكن جيدا بما فيه الكفاية لاحراز لقب دوري الابطال الموسم الماضي. وجهة نظر أُثبتت، لسوء حظ عشاق النادي الكاتالوني، بخسارة دخلت تاريخ المسابقة أمام بايرن الذي توج لاحقا باللقب في بطولة مجمعة في لشبونة.
يستهل “بلوغرانا” نسخة جديدة من المسابقة القارية الأولى الثلاثاء أمام فرنتسافورش المجري الذي حمل الوانه عمالقة الخمسينيات ساندور كوتشيش وزولاتان تسيبور (لعبا لاحقا مع برشلونة) وفلوريان ألبرت.
بعد تتويجه مرة خامسة وأخيرة في 2015، بلغ برشلونة ربع النهائي ثلاث مرات ونصف النهائي مرة في 2019، لكنه لم يعد بعبع الأندية الأوروبية.
وفي ظل تخليه عن مخضرمين ثلاثة، استقدم لاعب وسط تخطى بدوره الثلاثين هو البوسني ميراليم بيانيتش من يوفنتوس الإيطالي، في صفقة تضمنت رحيل لاعب البرازيلي أرتور غير المرغوب فيه في برشلونة، برغم الآمال الكبيرة المعقودة عليه بعد ضمّه.
– “تغيير الفريق” –
كان بيدرو غونساليس لوبيس المكنى “بيدري” شرارة اللاعبين الجدد القادمين الى ملعب “كامب نو” من لاس بالماس، فتألق لاعب الوسط الهجومي مطلع الموسم وفي المباراة الأخيرة التي خسرها أمام خيتافي صفر-1 في الليغا.
لكن بيدري لا يزال يافعا بعمر السابعة عشرة، ولا يتوقع أن ينجح مع الوافد الآخر الشاب البرتغالي فرانسيسكو ترينكاو (20 عاما) في قلب المعادلة في تشكيلة برشلونة.
ويتوقع أيضا أن يظهر أكثر على الرواق الأيمن الأميركي سيرجينيو ديست (19 عاما) القادم من أياكس أمستردام.
وقال كومان “النادي يحاول تغيير الفريق. سيحصل الكثير من اللاعبين الشبان على الفرصة”.
لم يكن برشلونة قادرا على تحمل تكلفة استقدام المهاجم الارجنتيني لاوتارو مارتينيز من إنتر الإيطالي أو الهولندي ممفيس ديباي من ليون الفرنسي، ما ترك كومان أمام حلول هجومية ضيقة، خصوصا في ظل الإصابات المتلاحقة للفرنسي عثمان ديمبيلي.
برغم ذلك، يُعوّل عليه لإعادة برشلونة إلى قمة أوروبا واسبانيا التي اعتلاها غريمه ريال مدريد الموسم الماضي.
وفي غضون ذلك، يخيّم شبح رحيل ميسي الموسم المقبل، بعد كباش رهيب مع إدارته في الآونة الاخيرة، اثر تعبيره صراحة عن نيته بالانتقال امتعاضا من سياسة ادارته.
برغم أزمته الإدارية، حاول ميسي الارتقاء ببرشلونة كعادته، لكنه اكتفى بتسجيل ركلة جزاء يتيمة في أول اربع مباريات لفريقه هذا الموسم.
بعد أكثر من شهرين ونصف على كارثة لشبونة، ستكون انطلاقة دوري الابطال فرصة مناسبة لتعويم برشلونة، لكن من دون ضمانات مؤكدة في ظل الأزمات المتلاحقة فنيا وإداريا.