أوضح صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن المغرب، يدبر اليوم ملف الصحراء المغربية وفق رؤية جديدة سطر خطوطها العريضة الخطاب الملكي الذي ألقاه بالعيون، والذي يهتم بالدفع بقطار تنمية الأقاليم الجنوبية المغربية، مع إبقاء اليد ممدوة للأمم المتحدة من أجل البحث عن حل سياسي وفق أرضية الحكم الذاتي.
وأكد مزوار، في عرضه الذي قدمه أمام أعضاء لجنة الخارجية بالغرفة الثانية، اليوم الجمعة، بحضور الوزيرة المنتدبة مباركة بوعيدة، أن التعامل مع القضية الوطنية وفق منظور جلالته ستكون أداة تنموية بتفعيل الجهوية المتقدمة في أقاليمها الجنوبية، مشيرا إلى أن المغرب لا ينتظر أحدا “وسائر في طريق بناء نموذجه التنموي لإرساء أسس الاستقرار في جنوب الصحراء عبر دينامية التنمية الشاملة و المندمجة للمنطقة ككل”.
وأضاف مزوار أن قضية الصحراء المغربية تشكل أولوية في العمل الدبلوماسي، مؤكدا على أنها “لا تختزل مهام وأدوار الدبلوماسية المغربية، وهو ما تسعى إليه الجزائر التي ترمي إلى سجن المغرب في هذا الملف، لتعطيل تطوره قبل أن تعي في نهاية المطاف أنها أضحت سجينة ملف الصحراء المغربية، وتبين ذلك بوضوح حين استفحلت الأزمة الاقتصادية والسياسية بها”.
ولم يفت مزوار التأكيد على أن ما يميز المغرب في علاقاته بباقي القوى الدولية هو المصداقية التي تعد أساسية اليوم في إطار التعاون الدولي، وفي كل ما يتصل بالمصالح الإستراتيجية للمغرب، إضافة إلى الإشعاع المغربي في بعده الثقافي الروحي الذي يرى محوريا في السياسة الخارجية للمغرب.
وخلص مزوار إلى أن الفعل الدبلوماسي المغربي، يتميز اليوم بحضور اقتصادي قوي في علاقاته الخارجية إضافة إلى الوجود العسكري ضمن عملية حفظ السلام، والأمني ضمن تتبع خلايا الإرهاب والتطرف، والاجتماعي في تفاعله مع انتظارات الجالية المغربية، مع التشديد على الحضور الروحي ضمن إطار مكانة ورمزية إمارة المؤمنين.