أعلن “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” عن تنظيم دورة افتراضية من مؤتمره السنوي “الحوارات الأطلسية” حول موضوع “أزمة كوفيد-19 من منظور جنوب الأطلسي”، وستنعقد الجلسات العامة لهذا المؤتمر رفيع المستوى هذه السنة في شكل 15 ندوة إلكترونية مقررة ما بين 03 نوفمبر و 22 ديسمبر 2020، وستكون متاحة على الإنترنت ضمن صفحات “فيسبوك” و”يوتيوب” و”الحوارات الأطلسية” الخاصة بـ”مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”.
في هذا الصدد، سوف تستعرض المناقشة الافتتاحية في 03 نوفمبر “مراجعة للجائحة في الشمال والجنوب”، باللغة الفرنسية، بحضور الوزيرة الأولى السنغالية السابقة، أميناتا توري، ووزير الخارجية الفرنسي السابق، هوبرت فيدرين، في جلسة يُسيِّرها مڤيمبا ديزوليلي، أستاذ الدراسات الأفريقية في جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية، حيث سيتطرق النقاش إلى عدد من النقاط منها آفاق إعادة ترتيب العلاقات بين الشمال والجنوب إثر الجائحة، ومسألة نهاية هيمنة النموذج الغربي من عدمها، وتجاذبات التنافس الصيني-الأمريكي، وأزمة العمل الدولي المشترك القائم على تعددية الأطراف.
وأضافت نفس المصادر، أن انعقاد الجلسات الـ14 المتبقية من سلسلة محادثات «AD Talks» فستتناول محاور متصلة بنفس الموضوع من زوايا متنوعة نذكر منها “جغرافيا الاستياء في الجنوب العالمي” و”قدرات القطاع الصحي بصفتها وسيلة جديدة لتحقيق القوة” و”الصحة العمومية كمجال جديد لعمل المنظمات والتحالفات العسكرية”، مع الإشارة إلى أن معظم هذه الجلسات ستدور باللغة الإنجليزية خلال شهري نوفمبر وديسمبر.
في هذا السياق، ستخوض المناقشات في شتى الأبعاد السياسية والاقتصادية، مع التركيز على مسائل من قبيل “دولة الرفاهية في الجنوب العالمي: عودة الغائب الكبير” (بالفرنسية)، و”في زمن الجوائح، هل نهم بإنقاذ الاقتصاد أم الأرواح؟” و”عصر المعلومات المضللة”، وصولاً إلى المناقشة الختامية التي ستجمع ثلة من الرؤساء السابقين لدول من أمريكا اللاتينية.
خيرة الخبراء وشخصيات رفيعة المستوى من الجنوب والشمال
سيكون من بين الخبراء المرموقين الحاضرين خلال فعاليات المؤتمر كوكبة من الشخصيات التي أَلِفت المشاركة في “الحوارات الأطلسية” من سائر ضفاف الحوض الأطلسي ومن مختلف القطاعات والأجيال، بما يتماشى مع روح المؤتمر. ومن بين هذه الأسماء نذكر آنا بالاسيو، وزيرة الخارجية الإسبانية سابقاً، التي تحضر إلى جانب ثلة من القيادات السياسية السابقة من ضمنها نظيرها المصري عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وأنابيل غونزاليس، وزيرة التجارة الخارجية سابقاً في كوستاريكا.
أمَّا عالَم الاستخبارات والميدان العسكري فسيتم تمثيلهما من طرف كل من جون صورز، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6)، وغابرييل كاسكون، رئيس قسم مكافحة الإرهاب في منظمة حلف شمال الأطلسي (“الناتو”)، والجنرال الأمريكي باري سيجوين، الذي يعد من كبار الموجِّهين الذين يقتدى بهم في حلف “الناتو”. هذا وستسجل مراكز البحوث والفكر حضوراً بارزاً من خلال أسماء مثل باسكال بونيفاس عن معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، وباولو ماجري عن المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، وكذا زوو يويوان عن معاهد شنغهاي للدراسات الدولية(SIIS) ، من بين العديد من الخبراء الآخرين. كما سيحضر صناع القرار الاقتصادي وشخصيات المجتمع المدني، بالإضافة إلى خريجين سابقين من “برنامج الحوارات الأطلسية للقيادات الصاعدة” (ADEL)، وعدد من الإعلاميين المخضرمين الذين سيتولون مهام تسيير الجلسات ونذكر من بينهم على سبيل المثال لا الحصر: كيمبرلي دوزيي (من مجلة “تايم” وقناة “سي إن إن” الأمريكيتان)، وسارة جلوفر (من قناة “إن بي سي” الأمريكية)، وآلان كاسوجا (من “بي بي سي” الإخبارية البريطانية).
اقتراح شبكات استقرائية جديدة
منذ انطلاقه سنة 2012 ومؤتمر “الحوارات الأطلسية” يسعى إلى فك العزلة عن منطقة جنوب الأطلسي في النقاش الجيو-سياسي العالمي، مُنتهجاً في ذلك المعالجة الصريحة والجريئة للقضايا الحقيقية بالاستناد إلى الحقائق والأرقام، وليس بالاستكان إلى التصورات والمُسلَّمات.
إلى جانب وقوفها على القضايا المختلفة بالملاحظة والتحليل، تهدف “الحوارات الأطلسية” إلى تشجيع خطاب بدون مجاملات وإلى طرح حلول مبتكرة، من خلال مقارعة رؤى صناع القرار السياسي والاقتصادي والأكاديميين والمحللين والمراقبين من الشمال كما الجنوب بروح من الانفتاح والشفافية والإثراء المتبادل.
أمَّا تقرير “التيارات الأطلسية”، الذي يحمل كل عام باكورة من الأوراق البحثية تمهيداً لما سيُتداول من أفكار خلال المؤتمر، فسيتم تقديمه خلال محادثات «AD Talks» وسيركز بدوره على “أزمة كوفيد من منظور الجنوب”، حيث سيتم التوقيع على هذا العمل الجماعي من قبل باحثين من الشمال والجنوب، بمن فيهم عدد من كبار الزملاء من “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، وهو عمل يضم بين صفحاته إضاءات حول “التعاون جنوب-جنوب”، و”دبلوماسية التطبيب في إفريقيا”، وكذا تجربة الحجر الصحي في المكسيك.